قرأت في صحيفة خبرا عن إقصاء الحارس شاوشي من صفوف المنتخب، وسبب إقصائه هو ''عدم انضباطه''، وقالت الصحيفة إن شاوشي اعترض على قرار المدرب بعدم اقحامه في لقاء الإنجليز، وهو اللقاء الذي سمح ببروز وسطوع نجم الحارس مبولحي، وقد بكى شاوشي عندما علم أن قائمة سعدان خلت من اسمه، ونهض من وسط قاعة الاجتماعات وطلب من المدرب أن يتركه يلعب، لأنه ''بخير وغير مصاب بجروح''، مثلما قال طبيب الفريق. ويبدو أن شاوشي يعاني من مشكلة معينة، فقد حاول خلال مباريات كأس إفريقيا في أنغولا، الاعتداء على الصحافي عدلان حميدشي، لأنه كتب ونشر معلومات لم تعجبه، وطلب منه ألا يكتب عنه مستقبلا أي حرف أو كلمة، وإلا سيتخذ إجراءات ضده، أي سوف يضربه، وحاول أن يضرب زميله في حراسة المرمى، وطلب منه ألا يتكلم معه مستقبلا.. وقد أحس الشاوشي الذي أصبح مشهورا ونجما، أنه فارس ولا يشق له غبار وأنه بطل قومي، يقابله الوزراء والولاة ورئيس الجمهورية أيضا، وبدأ نجمه يسطع لدى الرجال والنساء، بسبب أدائه الرائع والقوي في مقابلة أم درمان، وربما بسبب تحليقته العجيبة واللون الأصفر الساقع الذي صبغ به شعره، وبدأت رأسه تكبر وتتضخم، ويبدو أن رأسه لم يعد قائما على كتفيه... لكن مشكلة الشاوشي أنه لا يعرف بأن هذا هو حال الدنيا، يوم لك ويوم عليك، ولو ''دامت لغيرك ما وصلت إليك'' وله عبرة في بزوغ شمسه وسطوع نجمه، وهو مثال حي وينطق، فالشاوشي نفسه، لم يظهر ولم يبرز ولم يلعب ولم يسطع نجمه إلا بغياب الحارس الحكيم الوناس قاواوي، جراء العقوبة التي سلطت عليه في معركة القاهرة، ومصائب قوم عند قوم فوائد، ومنذ ذلك اليوم والشاوشي حارسا أول، وقد استحق تلك المكانة بدون منازع وبرهن على قدراته في أم درمان وأمام دروغبا بعد ذلك في أنغولا، وهكذا دواليك وتلك هي سنة الحياة، ولم يكن للشاب وهاب مبولحي أن يظهر ويبرز ويخطف الأنظار والإعجاب لولا إصابة الشاوشي، فمنذ ذلك اليوم ومبولحي حارس أول وبدون منازع وعن جدارة واستحقاق، وكذلك هو الأمر··· مصائب قوم عند قوم فوائد. يجب أن يعرف الشاوشي أن التداول هو سنة الحياة، التداول على الملعب والتداول على السلطة، وما كان عليه أن يغضب أو يحزن، أو يثير القلاقل والمشاكل، مثلما قالت الصحافة، فشعار الحياة نفسها هو ''يوم لك ويوم عليك'' و''لو دامت لغيرك ما وصلت إليك'' ، ومن يدري، فربما ننهض غدا ونكتشف أن مبولحي أصبح حارسا ثانيا، لأنهم اكتشفوا حارسا أحسن منه...