علمت “الهدّاف” من مصادر موثوقة لا يرقى إليها الشكّ، أنّ الحارس رقم واحد سابقا فوزي شاوشي أبدى مجدّدا امتعاضه واستياءه من وضعيته الجديدة، وطالب من المدرب رابح سعدان أن يمنحه مجددا فرصة العودة إلى حراسة مرمى المنتخب الوطني خلال المباراة التي سيخوضها هذا الأخير هذه الأمسية أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية. وحسب المصدر ذاته، فإنّ شاوشي لم يتقبّل حتى الآن وضعه كلاعب إحتياطي بعد أن كان المدلّل رقم واحد في المنتخب، والمدلّل رقم واحد لدى الجماهير الجزائرية العريضة. سعدان أقنعه من قبل خلال الحديث الذي جمعهما وكان شاوشي، ومثلما قد سبق وأن كشفنا عنه من قبل، تحدّث على انفراد بالمدرب الوطني رابح سعدان الذي صعد إليه شخصيا إلى غرفته بعد لقاء إنجلترا، واستفسر مدربه عن السبب الرئيسي الذي جعله يتحوّل من حارس أساسي إلى حارس احتياطي، واقتنع يومها بمبرّرات مدربه الذي أكد له أنه من المستحيل أن ينزع الحارس الجديد مبولحي من التشكيلة الأساسية بعد أن لفت الأنظار إليه منذ أوّل ظهور له مع “الخضر” في لقاء إنجلترا، لكنه ها هو يبدي استياءه من جديد إزّاء وضعه الجديد، ويطلب من المدرب أن يشارك في لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية. من الصّعب تقبّل أمر التحوّل من الرقم “1” إلى الرقم “2” ورغم أنّ المدرب أدرى من أيّ طرف آخر بما هو بصدد القيام به، ورغم أنّنا متيقنون من أن الحارس مبولحي لا يستحقّ أن يُنزع من التشكيلة الأساسية بعد أن خطف الأنظار أمام “روني” ورفاقه، إلاّ أننا نعتبر في الوقت ذاته أن طموح شاوشي في العودة إلى التشكيلة الأساسية مشروع بما أنه من الصعب على أيّ حارس مكانه أن يقبل بوضعه الجديد من حارس مرمى كان بالأمس القريب فقط الرقم واحد من دون منازع، إلى حارس احتياطي في المنتخب، وبالتالي فمن الطبيعي أن يطالب بأن يشارك من جديد في إطار المعقول، ومن دون إحداث أي ضجة أو هول قد يفقد المجموعة تركيزها قبيل لقاء “أمريكا”، وهو ما فعله شاوشي الذي قدّم مطلبه ل سعدان باحترام كبير. سعدان يصرّ على مبولحي حارسا أول طلب شاوشي الجديد قوبل بالرّفض من طرف سعدان الذي أصرّ على أنّ حارس “سلافيا صوفيا” البلغاري هو من سيحرس ويدافع عن مرمى منتخبه أمام الأمريكان، بعد المستوى الكبير الذي قدّمه أمام أشبال “كابيلو”، بل أن سعدان وحسب مصادرنا الخاصة أكّد لمقرّبيه أن التصنيف الجديد للحراس من الآن فصاعدا، يتربع على عرشه مبولحي، ويليه شاوشي في المرتبة الثانية، على أن يتحدّد اسم الحارس الثالث بعد “المونديال”، وقد يكون بنسبة كبيرة حارس مولودية الجزائر زماموش لأن ڤاواوي بنسبة كبيرة لن يعمّر مجددا في صفوف “الخضر” بعد نهاية المشوار هنا. شاوشي ألحّ على أنه كان مُصابا وتماثل إلى الشفاء وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإنّ شاوشي حاول أن يقنع مدربه من خلال تأكيده له على أنه فعلا كان مصابا أمام إنجلترا وخضع للأمر الواقع عندما تقبّل أن يخلفه مبولحي، لكنه هذه المرّة تماثل إلى الشفاء وأصبح جاهزا لكي يستعيد مكانته،كسائر الحراس في العالم عندما يُعاقبون آليا أو يصابون ويعودون من إصابة، حيث يسترجعون أماكنهم الأساسية بصفة عادية، غير أن مبرّرات شاوشي هذه لم تلق آذانا صاغية من سعدان حسب مصادرنا. مخاوف سعدان في حال التغيير في محلّها وإن كنا منحنا شاوشي الحق عندما طالب مرّتين بأن يستعيد مكانته الأساسية مع “الخضر”، فإننا نعطي الحقّ أيضا إلى المدرب سعدان في الحفاظ على نفس الحارس الذي حرس المرمى في اللقاء الفارط، لأنّ تغيير الحارس من جديد بعدما نجح مبولحي في التصدّي لكل الحملات والفرص الخطيرة ل “روني“ ورفاقه، قد يعتبر مجازفة رغم أننا نعرف الإمكانات الحقيقية ل شاوشي. فلقدر اللّه قد يتلقى شاوشي إن هو استعاد مكانته هدفا لا يتحمّل جزءا من مسؤوليته، يومها توجه سهام الإنتقاد إلى سعدان من هنا وهناك، وحينها سيلقى لوما وعتابا شديدين لأنه لم يحافظ على نفس الحارس الذي ساهم في انتهاء مباراة الجزائر- إنجلترا بالتعادل السلبي بفضل تدخلاته الموقفة. الكرة فرص وحظوظ لاسيما بالنسبة إلى الحراس ما حدث ل شاوشي في هذا “المونديال” يجعلنا نتأكد مرة أخرى أن كرة القدم فرص وحظوظ في آن واحد، لاسيما في حراس المرمى. ف ڤاواوي كان الحارس رقم واحد دون منازع طيلة الإقصائيات، قبل أن يُعاقب آليا ويُحرم من المشاركة في المباراة الفاصلة أمام مصر بالسودان، وهي الفرصة التي صبّت في صالح شاوشي الذي من مباراة واحدة أزاح إبن ذراع بن خدة من طريقه بعد أن ساهم بشكل كبير في تأهل الجزائر على حساب مصر إلى “المونديال”، وها هو الدور يأتي على مبولحي الذي استغل إصابة شاوشي وغيابه عن لقاء إنجلترا لينقض على مكانه ويصبح هو الرقم واحد في المنتخب. ويبقى أن نؤكد في الأخير أن الوضعية الجديدة ل شاوشي توحي وتقطع الشك باليقين أننا قد نحضر بعد “المونديال” سيناريو شبيها لذلك الذي حدث مع زياية، لأن شاوشي قد لا يقبل بعد “المونديال” أن يبقى حارسا إحتياطيا وهو الذي كان بالأمس فقط مدلل جميع الجزائريين.