تطرح أمام المحاكم بالعاصمة العديد من قضايا الاعتداءات التي يتعرّض لها بعض الشباب الذين يكونون رفقة صديقاتهم خاصة في بعض الأماكن التي كثيرا ما يتردد عليها العشاق مثل الحدائق، ويكون ذلك عن طريق تهديدهم بواسطة الأسلحة البيضاء التي بلغت في بعض الحالات إلى جرائم قتل، ومثال ذلك ما وقع لشاب كان يعمل كحارس بمجلس قضاء العاصمة عندما كان رفقة صديقته على شاطئ البحر بالمحمدية، وتعرّض لهما شخصين كانا في حالة سكر قاما بسرقة أقراط صديقته وهدداهما بواسطة سكين، وعندما حاول هذا الأخير حمايتها، نخر جسده بطعنات على قاتلة وضعت حدا لحياته بعدما مكن صديقته من الفرار. والسيناريو نفسه وقع مؤخرا على مستوى حديقة 5 جويلية بالدار البيضاء، وأمام مرأى عدد كبير من العائلات التي كانت متواجدة بالمكان رفقة أطفالها، قام شخصان بسرقة حقيبة يدوية لفتاة كانت رفقة صديقها بالمكان، وعندما حاول هذا الأخير استرجاع ما سرق، تلقى طعنة بواسطة سكين نقل على إثرها إلى المستشفى ونجا من الموت بأعجوبة، في حين لاذ الفاعلون بالفرار ليتم فتح تحقيق في القضية. وبناءا على ما صرح به عدد من المواطنين الذين يقطنون بالقرب من الحديقة، فقد أكدوا أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الاعتداءات الخطيرة أمام الملأ وفي وضح النهار، وهذا في غياب الحماية التي لابد من توفيرها بالمكان. وفي كثير من الحالات التي ينجوا فيها العشاق من الاعتداءات يتحوّلون إلى متهمين كونهم قاموا بالدفاع عن أنفسهم وعن رفيقاتهم ويسجنون على أساس تهمة الضرب والجرح العمدي. وما حدث مع الشاب (ح. عصام) خير مثال على ذلك، فهذا الأخير وعندما كان مع صديقته (ح. ك) بمنطقة بدالي براهيم تلفظ لهما شاب كان بالمكان بكلام قبيح ولا أخلاقي ثم قصدهما طالبا من الفتاة التي كانت رفقته أن تمنحه ما تملك من ذهب، مهددا إياهما بأنه سيقوم بتصرف غير لائق إن امتنعت عن ذلك، وفي تلك الأثناء قام بسرقة هاتفها النقال، وعندما حاول صديقها استرجاعه أخرج سكينه وحاول طعنه، ودفاعا عن نفسه قام الضحية بضربه ودخل معه في شجار، وتمكنت خلال ذلك الفتاة من الفرار، وانقلبت بذلك الموازين وتحوّل الضحية إلى متهم بعدما قدم السارق شكوى لدى مصالح الأمن تم على إثرها إلقاء القبض على المدعو (د. عصام) الذي أدانته محكمة بئر مراد رايس بعام حبسا نافذا، وطالب في حقه النائب بمجلس قضاء العاصمة بجلسة الاستئناف بتشديد العقوبة بعدما أكد أنه قام بضرب الضحية المزعوم دفاعا عن نفسه وعن صديقته.