قاطعت الجزائر إجتماعا أمنيا ضم رؤساء الأجهزة الأمنية لست دول من منطقة الساحل دام يومين (7 و 8 أوت الجاري)، عقد في باماكو، خصص لدراسة حالة اللاأمن في المنطقة والنابعة من نشاطات تنظيم القاعدة، فيما استقبل سفير الجزائر بمالي العائد إلى هذا البلد قصد الإلتحاق بمنصب عمله من قبل الرئيس المالي أمادو توري· وتغيبت أيضا موريتانيا عن الاجتماع الذي حضره مديرو أجهزة الاستخبارات في مالي والنيجر والتشاد والسنغال وبوركينافاسو ونيجيريا، كما غابت الجزائر أيضا عن الاجتماع· وقد عقد الاجتماع بعد العملية العسكرية التي نفذتها فرنسا بموريتانيا لتحرير رعيتها المختطف من قبل ما يسمى بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، والتي باءت بالفشل، حيث أعلن التنظيم عن قتل الرهينة الفرنسي ميشيل جرمانو في ال 25 جويلية المنصرم ولم تشارك الجزائر في العملية· وقال مسؤول شارك في الاجتماع لوكالة الأنباء الفرنسية ''إن الأمن في فضاء الساحل هو قضية الجميع، لكن هدف الاجتماع هو تعزيز الصلات على مستوى البلدان الواقعة جنوب الصحراء من فعالية أفضل''· واعتبر المسؤول الأمني أن المعلومات والنشاط الاستخباراتي يجب أن يكونا ''في قلب الحرب ضد الإرهاب وحالة اللاأمن في المنطقة''· وهي المرة الأولى التي يعقد فيها اجتماع أمني من دون مشاركة الجزائر بالنسبة لدول الساحل الإفريقي، إذ أن أغلب المشاركين في اجتماع بماكو شاركوا في الاجتماعات التي شاركت فيها الجزائر وهم منضوون تحت قيادة أركان خلية المتابعة والتنسيق التابعة للجيوش الإفريقية التي يقع مقرها بولاية تمنراست· علما أن الإدارة الأمريكية تعترف بأن الجزائر هو البلد الوحيد في العالم الذي يملك قاعدة معلومات استخباراتية تخص تحركات تنظيم القاعدة في صحراء الساحل الإفريقي· في نفس السياق، إستقبل الرئيس المالي أمادو توري يوم الجمعة الماضي، سفير الجزائر بمالي الذي التحق مؤخرا بمالي لاستئناف عمله بعدما استدعي من وزارة الخارجية إحتجاجا على تقديم السلطات الفرنسية فدية مقابل إطلاق سراح رعيتها المختطف كماط بمالي، وأعلنت الرئاسة المالية أن الرئيس توري تباحث مع سفيرنا حول سبل تعزيز التعاون الأمني والتنموي بمنطقة ساحل الصحراء·