تشير معلومات سرية أدلى بها إرهابي تائب، مؤخرا، أن بعض الإرهابيين الناشطين بتراب تيزي وزو، لاسيما منهم الأمراء والقياديون البارزون أصبحوا يتقابلون بأفراد عائلتهم وأقاربهم وعناصر الدعم والإسناد على مستوى زاوية الحاج بلقاسم الواقعة على حافة الطريق الوطني رقم 30 الرابط بين تيزي وزو وواسيف، التي تبعد بحوالي 03 كلم جنوب شرق الولاية، بالاعتماد على عدة طرق تمويهية لعدم إثارة انتباه المواطنين وقوات الأمن· كشف هذا التائب أن هذا الموقع يعتبر المكان المفضّل لعناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذين يستغلون غياب الأمن بالمنطقة والموقع الاستراتيجي لهذه الزاوية التي تتواجد بالقرب من الوادي المعروف ب ''أسيف الأربعاء'' التي تفصل بين غابات ثاخوخث التابعة لبني دوالة وغابات برقموش التابعة لآث يني، وهي الغابات التي تعتبر من المعاقل الرئيسية لعناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حيث تسهل عليهم عملية الإفلات من قبضة مصالح الأمن في حالة اكتشافهم، نظرا لقربها من الغابات والأدغال· وتشير المعلومات المتوفرة لدينا إلى أن معظم الإرهابيين الذي يلتقون بعائلاتهم بهذه الزاوية ينحدرون من الجزائر العاصمة وبومرداس، وبعضهم من البليدة· وفيما يخص الأوقات والأيام التي يلتقي بها الإرهابيون بأقاربهم على مستوى هذه الزاوية، كشف التائب ذاته أنه غالبا ما يتم ضبط المواعد في مناسبات محددة ومعروفة، لاسيما خلال مقابلات الفريق الوطني الجزائري، إذ ينشغل المواطنون بمجريات اللقاء وتقل حركة المرور· كما يفضّلون كذلك أيام نهاية الأسبوع، علما أن هناك من المواطنين من يقصد الزاوية للزيارة· ويقوم أفراد العائلة بالتمويه بأنهم قادمون لزيارة زاوية الحاج بلقاسم، لتتم المقابلة داخل الزاوية· وفي هذا الصدد، أكد التائب ذاته أن الإرهابيين، وقصد تجنب اكتشافهم أو فضحهم، ينظمون هيئتهم ويغيرون هندامهم ويلبسون اللباس اللائق الذي لا يثير الشكوك، ويحملون معهم الأسلحة الخفيفة فقط كالمسدسات الآلية· وذكر التائب ذاته أن الأمراء والقياديين البارزين هم الأكثر إقبالا على هذه الزاوية لمقابلة زوجاتهم وأبنائهم، والبعض منهم يقابلون أمهاتهم وغيرهم من أقاربهم· وفي هذا السياق، أشار إلى أنه، وفي كل مرة يتعلق الأمر بتوجه أمير أو قيادي بارز في التنظيم الإرهابي إلى هذا الزاوية لمقابلة عائلته، يقوم الإرهابيون الآخرون بتوفير الحماية له وحراسته حراسة شديدة، مؤكدا أنهم ينتشرون في عدة أماكن بالقرب من الزاوية وبعيدا عنها لمراقبة تحركات قوات الأمن· كما أضاف أن عناصر كتيبة ''النور'' التي تنشط على امتداد الشريط الغابي بين عين الحمام ومقلع والممتد إلى غابات آث يني وواسيف، هي الأكثر من يقصد هذا المكان، إضافة إلى عناصر سرية ''ثاخوخث'' المعروفة حاليا بسرية ''بني دوالة''· هذا، ولأجل إبعاد كل الشبهات أو اكتشافهم من قبل السكان أو مصالح الأمن، ذكر التائب أن عائلات وأقارب الإرهابيين الذين يأتون إلى زاوية الحاج بلقاسم يتعمدون جلب الأطفال والنساء معهم لكي يعتبر كل من يراهم أنهم في زيارة عائلية لمقام هذا الولي الصالح· وفي الموضوع ذاته، ونظرا للحصار والطوق الأمني المفروض على الإرهابيين بتيزي وزو وصعوبة تحركهم، وكذا نجاح عمليات تفكيك جماعات الدعم والإسناد من طرف مصالح الأمن التي صعبت من عملية إيصال المعلومات، اعترف التائب ذاته أن زاوية الحاج بلقاسم أصبحت المكان المفضّل الذي يتردد إليه العناصر الإرهابية الناشطة في الغابات لمقابلة عناصر شبكات الدعم والإسناد لتقديم معلومات دقيقة لهم حول المهام الموكلة إليهم· هذا، وكشف التائب ذاته أنه، ولأجل عدم إثارة انتباه المارة أو قوات الأمن للمقابلات التي تعقد بزاوية حاج بلقاسم، تتعمد عائلات الإرهابي وعناصر شبكات الدعم والإسناد خلال تنقلهم إلى هذه الزاوية لاسيما منهم القادمين من الجزائر العاصمة وبومرداس إلى استخدام سيارة مرقمة ب ,15 أي من تيزي وزو لتجنب كل الشكوك·