في تلك الليلة بكى الشيخ البكاي حتى شبع، وبكى الحاج الباندي حتى شبع، وبكى اللاعبون المساكين حتى شبعوا، وبكى الأنصار حتى شبعوا، ورفع الشيخ البكاي سماعة التلفون في الغرفة التي ينام فيها وراح ينادي على أهله وأصحابه وهو يشهق شهيق الأطفال وهو يقول، أنا خائف، أنا خائف، وأفكر جديا في البقاء في أنغولا، أنا كنت أتوقع الهزيمة وأتوقع أن يغضب عليّ الجميع وأن تغضب عليّ الصحافة، وأنا منذ اليوم الأول قلت للحاج الباندي دعوني وشأني، دعوني أعود إلى بيتي لكن الحاج الباندي قال لي، لا يا شيخ لابد أن تبقى، وها أنا بقيت لأصبح شيطانا مرجوما·· وتلفن أيضا إلى صديقي الحمار وقال له، شوف يا حمار، ماذا تقول لو تأتي في مكاني أو في مكان الحاج الباندي، ابتسم صاحبي الحمار وقال له، لا تحزن يا شيخ، الشعب معك، وهنا انتفض الشيخ البكاي، لا أريد أن يكون الشعب معي، أريد أن تكون أنت وجنسك من الحمير معي·· وعندئذ قال صديقي الحمار، تشجع يا شيخ وكف عن البكاء وتصرف كما يتصرف الشجعان والكبار لا كما يتصرف الخوافون والبكايون··