''يعتبر الطاهر وطار رجلا نادرا من خلال تركه بصمة غير مسبوقة في تاريخ الثقافة الجزائرية، كما أنه أثرى من خلال أعماله المكتبة الجزائرية والعربية على حد سواء، وبما أنني مولع بالأعمال الإبداعية للمرحوم وطار فإنني سأسلط الضوء على كل شيء له علاقة بهذا المثقف''·· هذا ما أكده أمس بوعلام رمضاني الكاتب والإعلامي خلال نزول ضيفا بفضاء الجاحظية· وقد تحدث المحاضر خلال ندوته المعنونة ب ''طاهر وطار يعود هذا الأسبوع''، عن المقاربة المنهجية التي عرف بها المرحوم وطاهر في كتاباته الإبداعية من خلال تقسيم مداخلته إلى قسمين، خصص الجزء الأول لمسحة تاريخية وفكرية للمرحوم تحدث من خلالها عن مساره ومواقفه، وأضاف المتحدث في هذا السياق أنه تحصل على تلك المعلومات الدقيقة عن وطار من خلال لقاءاته المتعددة به بالجزائر وباريس، مضيفا أن هدفه من المحاضرة هو تكريم الطاهر وطار بطريقة تختلط فيها الذاتية بالموضوعية، أما القسم الثاني من الندوة فقد غرق في الذاتية بكل مقاييسها حيث سلط الضوء على المؤامرة التي تعرض لها الراحل في باريس من طرف بعض المثقفين الجزائريين المتفرنسين، ليؤكد في هذا الصدد أنه رغم المؤامرات الدنيئة التي استهدفت الإطاحة بالأسلوب الإبداعي للمرحوم إلا أن روائع مؤلفاته تعتبر من الشهادات الحيّة عن صدق الطاهر وطاهر تجاه وطنه وكتاباته، وفيما يخص حديثه عن الرواية الجزائرية بعد رحيل وطار يؤكد المتحدث أنه يفتخر بالرواية الجزائرية بالرغم من أن وطار ترك ثغرات وبعض الفراغ، ليضف أن الرواية الجزائرية تعرف انتعاشا جميلا تجسد من خلال بروز أقلام بارزة من الجيل الجديد أمثال الروائي الخير شوّار وسمير القاسيمي، كما خصص رمضاني جزء من حديثه عن الروائيين المقيمين بديار الغربة وقال أن البعض منهم يملك مقومات جيدة في الكتابة غير أنهم في بعض الأحيان يحاولون من خلال كتابتهم تمرير رسائل تضر ببلدهم الأصلي أكثر مما تنفع، فياسمينة خضرا الروائي الكبير، كما أكد المتحدث، يملك أسلوبا شيقا وسلسا ويعتبر مفخرة للجزائر غير أنه، أضاف المحاضر، روائي متحفظ في طروحاته الفكرية، ويحاول دوما من خلال مؤلفاته تمرير بعض الأفكار ل ''ألبير كامي''، وهذا الأخير لا يخدم لا المبدع ولا الروائي المغترب بباريس، حيث ينظر إليه كدخيل ومتمرد على بلده الأصلي· من جهة أخرى، أكد المحاضر أن اختار المحاضرة على هذا النحو جاء تيمنا برواية عميد الرواية العربية بالجزائر ''الشهداء يعودون هذا الاسبوع''، حيث قال: ''أجل، هذا صحيح، هناك رمزية في عنوان المحاضرة التي خصصتها للمرحوم الطار وطار، فمنذ أن طلب مني المشاركة في الفضاء الثقافي للجاحظية وأنا أفكر في عنوان للموضوع، إلى أن وقع اختياري وبشكل عفوي عليه، كما أنني فضلت من خلال ذلك أن أترك علاقة المحاضرة بشكل مباشر مع روائع المرحوم، إلى جانب ذلك أعتقد أنها صيغة مثلى لرجل نادر يملك معايير وقيمة فنية وأدبية جميلة، فالطاهر وطار ترك بصمة غير مسبوقة في تاريخ الثقافة الجزائرية، لهذا لم أجد له سوى هذا التكريم ب (وطار يعود هذا الأسبوع)''· للإشارة، للكاتب الإعلامي بوعلام رمضاني مؤلفين هما ''المسرح الجزائري بين الماضي والحاضر'' و''أحداث 11 رؤية'' حول أحداث 11 سبتمبر·