موجة من الشباب والشابات في شارع تونسي، وفتاتان رائعتان محمولتان على الأكتاف، إحداهما تحمل شعار ''أطلقوا سراح المناضلين'' والأخرى ترفع يدها وتنشد ''إرادة الحياة''·· الجهاديون في العالم العربي لوثوا حياتنا بالتفجيرات الانتحارية التي تنتهي في الغالب بحصد أرواح الأبرياء، فتكون النتيجة المزيد من القمع المسلط على الناس والمزيد من الاحتلال· الشهيد ''محمد البوعزيزي'' أضرم النار في نفسه، فاحترق وأحرق معه عرش الديكتاتور الهارب ''بن علي''· لقد فعل ذلك دون أن يكون غرضه سياسيا· لهذا تأثر سكان ''سيدي بوزيد'' بمشهد انتحاره، فهانت الموت أمام أعينهم· وهكذا هبّوا لنصرة تونس واستحقوا النصر في النهاية· الجهاديون لا يفرقون بين الشجاعة والتهور، وهم أنانيون ومنغلقون على أنفسهم؛ يفتحون أبواب الجحيم على الأبرياء، ليحصلوا على قصور في الجنة؛ مكيفة، مرفهة، ومؤثثة بالأرائك والزرابي والثريات وحور العين·· الله على حور العين ذوات البشرة المعالجة بتقنيات الفوطوشوب· الجهاديون مؤمنون بالقتل وسفك الدماء والترويع كوسيلة مثلى لتحقيق التغيير، لهذا أوصلوا العالم العربي إلى نقطة البؤس، وخدموا أنظمة القمع من حيث لا يشعرون· هل تعرفون لماذا انتصر الشعب التونسي على الديكتاتور ''بن علي''··؟؟·· إذا كنتم لا تعرفون فتحمسوا إذن لقراءة ما يلي: نظام ''بن علي'' تنازل للمرأة عن كل الحقوق في مجال الحياة الشخصية، وبالمقابل نجح في تجفيف منابع الحركات الدينية المتطرفة· لقد حاول تأنيث تونس قدر استطاعته ليقمع تلك (الرجلة) المتفشية في المجتمع، ظنا منه أن هذا سيقلل من هِمّة الشعب التونسي ويحد من شجاعته· لكن النتيجة كانت معاكسة تماما، إذ انتفض الشعب التونسي ضد الطاغية نساء ورجالا، ومشوا يدا في يد نحو الحرية الجماعية بعدما حققوا نصيبا وافرا من الحرية الشخصية لكل فرد· الأنظمة القمعية في باقي البلدان العربية كالاحتلال تماما، تحارب الإسلاميين بأساليب ذكية تجعلهم ينتشرون في المجتمع أكثر فأكثر·· لتستعين بهم على إجهاض الاحتجاجات والانتفاضات المشروعة· لو كان في تونس إسلاميون متحمسون لإقامة دولتهم الموعودة، لفشلت ثورتهم ضد الديكتاتورية، ولكان بوسع النظام لاحقا أن يشغلهم بمراقبة النساء: ماذا يلبسن وماذا يأكلن·· بمن وبماذا يحلمن·· من يواعدن وبمن يتصلن·· وهل هن مطيعات لأزواجهن·· هل هن متبرجات أم سافرات··!!·· التونسيون شعب متحضر، لا يلتفتون لبؤس الجهاديين، ولا حاجة لهم في الحصول على حور العين من الغيب، لأن كل التونسيات حور عين؛ يمشين في الشارع ويتظاهرن ويشاركن أصدقاءهن الرجال معركة البحث عن الحرية، بعيدا عن عقلية (الرجلة) التي تنتهي عادة بمزيد من الإذلال للجميع· تريدون أن تنتصروا على النظام؟·· إذن ارفعوا النساء على أكتافكم ولا تستمعوا للإسلاميين·· !!··