عاد، مع بداية الأسبوع الجاري، الآلاف من شباب ولاية قسنطينة إلى ممارسة التجارة بجميع الأسواق الفوضوية التي سبق وقامت السلطات بالقضاء عليها غير مكترثين لرجال الأمن الذين اكتفوا بالمراقبة دون القيام بأي خطوة لردع الشباب الذين عاودوا نصب الطاولات، ومنهم من قام ببناء محلات وسط الأسواق، وبها يزاولون نشاطهم بصفة عادية مهددين بالتصعيد والخروج إلى الشارع في حال تدخل أي جهة لمنعهم من تحصيل قوت يومهم... ''الجزائر نيوز'' قامت، صباح أول أمس، بجولة ميدانية ببعض هذه الأسواق، والبداية كانت بأبرزها وهو سوق ''ري دو فرانس'' الذي يتوسط قلب المدينة، حيث أن الدخول إليه والمرور عبره إلى الجهة الأخرى أصبح شبه مستحيل بالنظر لعدد الباعة الذين تسابقوا للظفر بمكان يعرضون فيه سلعهم بعد أن منعوا من القيام بذلك منذ 6 سنوات، تاريخ قيام والي الولاية الأسبق بمنع تجار الأرصفة من مزاولة نشاطهم بالمنطقة مع تسخير قوات الأمن لتطبيق التعليمة الأخيرة. وحسب ما وقفنا عليه، صباح أمس، وجدنا أنها اكتفت بالمراقبة عن بُعد فقط، كما كان الحال سنوات التسعينيات التي اشتهر فيها هذا السوق وصار قِبلة حتى لسكان الولايات المجاورة بالنظر لتنوع المعروضات فيه وبيعها بأسعار معقولة. مراد، شاب في العقد الثالث من عمره، قال ''صحيح إن ما أقدمنا عليه يدخل في نطاق الفوضى واللاشرعية، لكن لا حل أمامنا لأننا ضعنا بالشر ومنذ قضاء السلطات على الأسواق الفوضوية بالولاية ونحن نعاني من البطالة''.. والحال بسوق حي البير الذي تمت إزالته قبل حوالي ستة أشهر لا تختلف عن السوق الأول، حيث عاد التجار، صباح أمس، لنصب طاولاتهم والبيع بصفة عادية وسط تهافت كبير من قبل المواطنين على اقتناء السلع وكذلك الحال بسوقي المنية وبن شرقي. أما بالمدينةالجديدة علي منجلي، فشباب المنطقة دخلوا في صراعات واشتباكات فيما بينهم بسبب الأماكن، حيث أن المساحة الضيقة التي كانت سابقا سوقا فوضويا لم تكف العدد الهائل من التجار الذين سارعوا لعرض السلع والاستحواذ على أمكنة للبيع فيها، مؤكدين -حسب بعض التجار ممن تحدثت إليهم ''الجزائر نيوز''- بأنهم لن يغادروا السوق هذه المرة إلا في حالة واحدة وهي الاستفادة من محلات تجارية، أما ما دون ذلك فهم سيرابطون بالسوق ولن يغادروه إلا على جثثهم. من جهتنا، حاولنا الاتصال بالجهات الرسمية التي لها علاقة بالقضية، لكن تعذر علينا ذلك، في حين أفادت بعض المصادر التي لها صلة بالقضية بأن رجال الأمن وجهت لهم تعليمات بتجنب الدخول مع التجار في مشادات واشتباكات مع الاكتفاء بالمراقبة فقط إلى إشعار آخر .