صبّت مجموعة من الشباب العاطل والعامل جام غضبهم على السلطات، مطلقين العنان لآرائهم السياسية خلال تنظيم ندوة برلمانية بالأمس، بعنوان ''الحوار الشباني من أجل تفعيل مشاركته في الحياة السياسية، وأكد البعض بأنهم لم يعودوا يثقون بأي شكل في السلطة، ودعا آخرون إلى الكف عن سياسة ''لنا المناصب ولكم المراحيض''، وصاح البعض بأن المشعل الذي ترغب في تمريره السلطة للشباب ''هو مشعل منطفئ''. لا نريد مشعلا منطفئا ولا ''سياسة لكم المناصب ولنا المراحيض'' اليوم البرلماني كان من تنظيم كتلة الجبهة الوطنية الجزائرية في المجلس الشعبي الوطني، نشطه أساتذة جامعيون إلى جانب شباب جاءوا من مختلف الولايات للتعبير عن رأيه في إطار حوار مع السياسيين. وفي كلمة تناولها الدكتور محمد خوجة أستاذ بكلية العلوم السياسية، التي اعتبر فيها أنه على السلطة ''الانفتاح على الشباب بشكل لا يجعلها تظهر بأنها تتعامل مع مرحلة ما''، وأضاف خوجة في حديث هامشي حول الأحداث العنيفة الأخيرة في الجزائر، أن الشعب أصبح ناضجا ''وهنا ليست إحالة على النموذج التونسي لأن التغيير عن طريق الإحتجاج الشعبي ليس سوى وسيلة تجعل الحكم فيما بعد يعود إلى المؤسسات، ولكن المهم هنا القول بأن التغيير في هذه المرحلة ضروري وبإمكانيات سلمية وهادئة، لكن الخوف كل الخوف عندما يصر النظام على مواصلة سياسة ربح الوقت من أجل البقاء أطول مدة ممكنة في الحكم''. أما الأستاذ في كلية الإعلام، عبد العالي رزاقي، فطرح في كلمته ثلاث حقائق، أولها تغييب الحياة السياسية، وثانيها تهميش الكفاءات ببناء الهياكل على حساب بناء الإنسان وثقافة المواطنة، مع وجود مؤسسات إعلامية دون ممارستها للإعلام كحقيقة ثالثة، ليخلص في نهاية كلمته إلى ضرورة فتح الفضاءات للشباب ليتحاوروا بينهم، وتأطير الأحزاب للمشاريع الشبانية، ووضع آليات جديدة لكي يتحمل الشباب مسؤوليته، في حال توفرت إرادة حقيقية لدمج الشباب في السياسة. عندما يتكلم الشباب في البرلمان عن علاقته بالسلطة ولم تكن مداخلات الشباب عند فتح النقاش، مهادنة للسلطة، بل جاءت في معظمها متهجمة على السلطة ورموزها، إذ بدأ بعضهم يروي من الواقع قصصا غريبة جمعتهم مع مسؤولين سامين ومحليين، خلال رحلتهم من أجل البحث عن مناصب شغل، ويكشف الشاب رابح مسعي من تبسة، حائز على ليسانس في الحقوق أن أحد كبار المسؤولين قال له ''أن الوزير لا يحتاج إلى تخصص عندما يتنقل بين الوزارات'' عندما استفسره عن الظاهرة، ناصحا إياه بالابتعاد عن ممارسة السياسة، وقال عبد الرحمان من تيميمون ''سئمنا من الوعود وعدم وفاؤكم بها هو ما يجعلنا نخاف من أن نثق فيكم''، أما بوخاري عبد الحكيم، فقال أن ''تنظيم هذا اليوم البرلماني له أكبر دليل على تهميش السلطة لنا ولقدراتنا''، مضيفا ''ليس هناك أية نية لدى النظام لمعالجة مشاكلنا ولن نثق فيكم''. وقال شاب آخر من ولاية الشلف ''إننا نرفض أن يقدم لنا مشعل منطفئ من طرف جيل سياسي يتعامل معنا بمنطق لنا المناصب وللشباب المراحيض''، في إشارة إلى أن المراحيض العمومية أصبحت المجال الوحيد الذي يمكن أن يستثمر فيه الشباب. كما ندد رابح محمد بحكم الأقلية على الأغلبية لينتهي بمقولة هندية تقول ''يحاربونك ويحتقرونك ويهمشونك وفي الأخير تنتصر عليهم''، وتمنى حكيم شنيتي أن يرى في يوم ما مرشح حزب ما على رأس البلاد بكل حرية، ودعا آخر السلطة لتترك الشباب أن يجدوا حلولا لأنفسهم كما وجد الجيل الذي يحكمها حلولا لنفسه، بينما قال يوسف بوخالفة عن أصحاب الشرعية الثورية ''أنتم قاومتم في الثورة ونحن قاومنا في العشرية السوداء فمسكتم الحكم ولم نمسك شيئا بل وسحقتمونا''، وقال آخر أن ''المقياس الوحيد الذي أصبح مؤهلا للمناصب هو الشكارة والشعبوية، وأضاف شاب صاحب جمعية الأصالة والمعاصرة أن الجزائر ستنتصر إذا تحققت معادلة حكمة الكبار مع طموح الشباب.