كشفت الدراسة التي أجراها مركز التوجيه المدرسي والمهني بالحراش بالتعاون مع مديرية التربية لشرق العاصمة، والنقابة الوطنية لعمال التربية، حول عوامل نجاح وأسباب ضعف نتائج التلاميذ في شهادة التعليم المتوسط لدورة جوان الفارط، أن أكثر 57.14 بالمائة من الأساتذة يرون أن المقرر الدراسي كثيف، مقارنة بالحجم الساعي للتدريس، وهو ما أثر سلبا على التحصيل العلمي للتلاميذ، وأوضحت الدراسة تفشي ظاهرة ضعف التحصيل الدراسي لدى التلاميذ في مختلف المراحل التعليمية وإن لم تعالج في وقتها المناسب، فإنها تؤدي إلى ظاهرة أخطر وهي الفشل الدراسي. نتائج الدراسة التي تلقت ''الجزائر نيوز'' نسخة منها، وأجريت على 10 متوسطات، 05 منها تلاميذها متفوقون، والآخرون معيدون، كما وجهت لدراسة مختلف المعطيات والمتغيرات عن طريق استبيانات موجهة للمدراء، التلاميذ، المفتشين والأساتذة، حيث بلغ عدد الأساتذة 70 أستاذا من كل المتوسطات، عدد التلاميذ 50 تلميذا منهم 25 متفوقا، و25 تلميذا معيدا، عدد المدراء ,10 وعدد المفتشين 14 مفتشا. وكشفت الدراسة عن الجانب الاجتماعي للتلميذ الذي يؤثر بشكل كبير على التحصيل العلمي، حيث بينت من خلال الاستبيان الذي تم توزيعه على التلاميذ أن 62 بالمائة من التلاميذ الذين أعادوا شهادة التعليم المتوسط أولياءهم دون مستوى تعليمي. أما التلاميذ الناجحين، فإن 80 بالمائة منهم أولياءهم لديهم مستوى جامعي. أما بالنسبة للجانب التربوي، فقد بينت الدراسة أن 50.66 بالمائة من التلاميذ المعيدين لا يتلقون مساعدة في المنزل، خاصة وأن 60 بالمائة منهم يعانون الإرهاق بسبب الواجبات المنزلية الكثيرة، و68 بالمائة لا يجدون وقتا للمراجعة. من جانب آخر، فقد كشفت الدراسة أن من أسباب تفوق بعض المتوسطات هو أقدمية مدرائها، على عكس المؤسسات التي سجلت تدنيا كبيرا في النتائج، حيث أن ثلثي عدد المدراء لديهم أقدمية أقل من 05 سنوات. ومن بين أسباب الإخفاق -حسب الدراسة- هو كثافة البرنامج الدراسي، مقارنة بالحجم الساعي المخصص للتدريس، حيث أن 57.14 بالمائة من الأساتذة يرون أنها من أهم أسباب الإخفاق، إضافة إلى مشكل الاكتظاظ الذي يؤثر بصفة كبيرة على التحصيل العلمي. إضافة إلى ذلك، فإن المتابعة الدورية من طرف الأولياء تلعب دورا هاما في التحصيل العلمي، لكن هذا الأمر مفقود في العديد من المؤسسات. أما فيما يتعلق بتكوين الأساتذة، فإن أزيد من 43 بالمائة من المفتشين يرون عدم فعالية البرامج التكوينية الموجهة للأساتذة. كما بينت الدراسة أن 85.71 بالمائة من المؤسسات المتفوقة أدرجت موضوع تحسين النتائج في مشروع المؤسسة عكس المؤسسات المتأخرة التي لم تدرجه بنسبة 53.57 بالمائة. وقد أوضحت الدراسة أن علاج أسباب ضعف التحصيل وتعزيز عوامل النجاح ليس بالأمر المستعصي، ويكون ذلك بما يسمى بيداغوجيا العلاج الذي تتجسد في صيغة مشروع المؤسسة التي اعتمدتها الوزارة في السنوات الأخيرة، حيث ينصب الاهتمام على المتعلم كونه محور العملية التربوية، وجعله متعلما، قادرا على تخطي عقبة الإخفاق واستدراك النقائص، وذلك عن طريق إشراك جهود كل الأطراف الفاعلة في المؤسسة وتفعيل دور لجنة المتابعة لمشروع المؤسسة على مستوى مديرية التربية، إعداد مشروع المصالح التابعة لمديرية الذي يكون مساير لمشروع المؤسسة، وبهذا -حسب الدراسة- يتم التكامل بين الميدان والوصاية حتى لا يمكن فصل طرف عن الآخر، وقد استخلصت الدراسة أن العلاج يجب أن يهتم بالعنصر البشري، وكيفية تأهيله فكريا، معرفيا، ونفسيا للعملية التعليمية سواء كان تلميذا أو أستاذا أو بقية المؤطرين.