حذرت دراسة أجرتها النقابة الوطنية لعمال التربية، مست نتائج الفصل الأول لتلاميذ الأولى متوسط، من نسبة الإخفاق العالية للناجحين في المرحلة الابتدائية، التي وصلت إلى حد 72.71 بالمائة، خصوصا في مواد الفرنسية والعلوم والتكنولوجيا والرياضيات كاشفة عن عدم تجاوز نسبة النجاح 27.29 بالمائة، بعد تراجع نتائج بنسبة 60 بالمائة، ما جعل أغلبية الأولياء لعدم وجود تنسيق بينهم وإدارة المؤسسات التعليمية، فيما ذهب 66 بالمائة منهم للقول إن هذه النتائج تعبر عن المستوى الحقيقي لهم. تبين الدراسة التي شرفت على إعدادها مجموعة من مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي على مستوى مركز التوجيه المدرسي والمهني لمديرية التربية لولاية الجزائر-شرق، حسب ما كشفته النقابة الوطنية لعمال التربية، حول النتائج التحليلية لتلاميذ السنة الأولى متوسط للفئة المتحصلة على معدل انتقال ما بين (5 إلى 5.99) في الخامسة ابتدائي خلال الفصل الأول على مستوى 60 متوسطة، شملت 2118 تلميذ متحصلين على معدل مابين 5 و 5.99، وكذا 20 ولي تلميذ وجه إليهم استبيان الدراسة، أن هذه الفئة تمثل تقريبا نسبة 14.25 بالمائة من العدد الإجمالي للمسجلين في السنة الأولى متوسط، حيث تراجعت نتائج هذه الفئة من التلاميذ بنسبة 60 بالمائة تقريبا، حيث قدرت نسبة النجاح ب 27.29 بالمائة. أما بالنسبة للمواد، فقد سجلت أعلى نسبة نجاح في مادة التربية المدنية 49.48 بالمائة، ثم اللغة العربية 38.20 بالمائة، و كذا مادة التربية الإسلامية ب 33.24 بالمائة، وأدنى نسبة سجلت في مادة اللغة الفرنسية 18.79 بالمائة، ومادة التكنولوجيا بنسبة 18.84 بالمائة، مع الإشارة إلى أن نسبة النجاح في مادة الرياضيات لم تتجاوز 24.55 بالمائة، وتقريبا نفس النسبة سجلت في مادة العلوم الطبيعية ب 21.91 بالمائة. إجراءات القبول في السنة الأولى متوسط والاكتظاظ أسباب تدني النتائج وكشفت دراسة أخرى أجريت على كامل تلاميذ الأولى متوسط بمن فيهم المتفوقين، على مستوى 111 متوسطة، عن نسبة نجاح قدرت ب 52.65 بالمائة، ما يعني أن نسبة الإخفاق بلغت 47.35 بالمائة، وتحتاج إلى متابعة ورعاية خاصة بالدرجة الأولى الذين يعانون بدورهم صعبوبة في الفرنسية، والعلوم والتكنولوجيا، حيث أرجع الأسباب إلى كون الفصل الأول يعتبر فترة لتكييف التلميذ مع المحيط الدراسي الجديد (التلاميذ، الأساتذة، التوقيت، المواد...) وكذا تأثير إجراءات القبول في السنة الأولى متوسط على المسار الدراسي للتلميذ، ومشكل اكتظاظ الأقسام. وتم استقصاء مدى رضا الأولياء عن نتائج أبنائهم، حيث بينت أن أكثر من 66 بالمائة من الأولياء غير راضين ويرون أن هذه النتائج تعبر عن المستوى الحقيقي لهم بسبب عدم وجود تنسيق بين إدارة المؤسسة والأولياء، وصعوبة اتصالهم بالأساتذة كونهم يعملون. واقترح الأولياء بعض السبل لعلاج ضعف أبنائهم، كتنظيم زيارات إلى المؤسسة والتنسيق بين الأولياء وإدارة المؤسسة من جهة، والأساتذة من جهة أخرى، إضافة إلى ضرورة تركيز الأساتذة في بداية السنة على تدريب التلاميذ على منهجية العمل والإجابة وفق طريقة المقاربة بالكفاءات، فيما اقترحت الدراسة على ضرورة تشجيع دروس الدعم والاستدراك ماديا ومعنويا، تفعيل المكتبات المدرسية، الحد من ظاهرة الغيابات (الأساتذة والتلاميذ على حد سواء)، إيجاد مجال للتعاون بين الأساتذة والإدارة، تفعيل دور جمعية أولياء التلاميذ، وإعادة النظر في إجراءات القبول إلى السنة الأولى متوسط.