تكشف القاصة والروائية عقيلة رابحي في هذا الحوار عن ''تفاصيل الرحلة الأخيرة'' الصادرة عن منشورات فيسيرا، حيث سلطت الضوء على أهم محطات حياتها ولا سيما مرحلة الطفولة التي دفعتها لتتفنن في جمال المعاني بأقل عدد من الكلمات· كما عرجت للحديث عن بعض الأعمال الأدبية التي ظهرت إثر موجة الثوارت التي عرفتها المنطقة العربية، واصفة بدورها هؤلاء المبدعين بالمستغلين للأحداث للبروز على الساحة الأدبية· ''تفاصيل الرحلة الأخيرة '' عنوان آخر إصدار لمجموعتك القصصية، هل تعطينا لمحة عنها؟ وقعت ضمن فعاليات الصالون الدولي للكتاب مجموعتي القصصية ''تفصيل الرحلة الأخيرة'' التي تضم 11 نصا قصصيا وهي المجموعة التي كتب مقدمتها الدكتور شريط أحمد شريط وقد حازت على جائزة ناجي النعمان ببيروت ,2008 طبعا كنت جد سعيدة بحضور أصدقائي من الكتاب والإعلاميين الذين يشجعونني دائما على الكتابة والتنشيط الثقافي عبر منتدى الإبداع الأدبي، أما عن مضمون المجموعة فهي نصوص متنوعة بتنوع الزمان والمكان تترجم مراحل عشتها في حياتي لا سيما الطفولة، فيها نفس سردي، حاولت من خلالها الاستمداد من الحكي بناؤه ومن الشعر رحيقه· بعض المبدعين يقولون أن زمن القصة قد ولى فلماذا تصرين على الكتابة القصصية؟ طبعا، الكتابة القصصية تستهويني بحيث يمكنني أن أعبر عما أريد من خلال اللون الأدبي الذي له في الحقيقة جمهوره والمهتمين به من النقاد والمتتبعين لشأن الثقافة، طرقت باب القصة القصيرة جدا أو ما يعرف بالقصة ''الومضة'' والتي أختصر فيها العديد من المعاني بأقل عدد من الكلمات· تعكفين حاليا على كتابة روايتك الجديدة ''هناك بعيدا عن الشمس''، كيف وجدت تجربة الكتابة ما بين جنس القصة والرواية؟ حاليا أعكف على كتابة روايتي ''هناك بعيدا عن الشمس'' وسأفصل في موضوع الرواية في الوقت المناسب، طبعا الرواية هي الفضاء الذي يمنحنا مساحة أكبر للتعبير، وبالتالي فإن الكاتب يتجه إلى الكتابة الروائية بسبب ما تحققه الرواية من رواج وانتشار على حساب بقية الأجناس الأدبية الأخرى، فعندنا في الجزائر تحول عدد من الشعراء إلى لكتابة الروائية مما جعل البعض يعيد طرح السؤال هل مات الشعر؟· كيف ترى عقيلة الإبداعات الأدبية التي ظهرت دون سابق إنذار بعد الغليان الذي عرفته الدول العربية؟ بعدما شاهدته المنطقة العربية من انتفاضات ظهرت أعمال أدبية جديدة حاول من خلالها الكتاب أن يسايروا هذه المرحلة بنصوصهم، البعض اعتبر هذه الكتابات أدبا استعجاليا أو أدبا تسجيليا، غير أنني في الحقيقة لا أعترف بهذا المصطلح لأننا في نهاية المطاف يجب أن نقيم العمل من خلال مضمونه وليس إن كان جيدا أو رديئا وليس انطلاقا أيضا من الزمن الذي كتب فيه، فهناك أدب جيد وأدب رديء، وفي المقابل هناك بعض الأشخاص الذين ينتظرون الفرص للظهور والبروز مستغليين هذه الأحداث· إطلعت على العديد من الأعمال التي كتبت بعد هذا الحراك والغليان، منها ما كتب عن الثورة المصرية وهي معظمها لصحفيين، كما كنت جد سعيدة بما قرأته لزملائي الصحفيين على غرار كتاب ''السادسة بتوقيت التحرير'' لمحمود أبوبكر أو ما كتب عن الأحداث التي ارتبطت بالأزمة الكروية بين الجزائر ومصر ومن ذلك ما كتبه الزميل محمد يعقوبي ''ليلة رعب في القاهرة'' وما كتبه جمال العلامي أيضا، إلى جانب ذلك أنوه بالمناسبة بكتاب صديقي يوسف بعلوج الذي يحمل عنوان ''على جبينها ثورة وكتاب'' حيث حاور يوسف شخصيات سياسية وثقافية في تونس حول هذه المرحلة الهامة والحاسمة في تاريخ الشقيقة تونس· كإعلامية وكاتبة ما انطباعك عن الصالون الدولي للكتاب في طبعته الأخيرة؟ قبل انطلاق الصالون بأيام نبهنا نحن الصحفيون القائمون على الصالون لضرورة الأخذ بعين الاعتبار النقائص السابقة في الطبعات الماضية، لكن للأسف لم تتم الاستجابة لهذا الطلب والدليل على ذلك ما تميزت به طبعة هذه السنة من سوء تنظيم وعدم إقبال المهتمين بالشأن الثقافي على برنامج الصالون من ندوات ومحاضرات باستثناء القلة، كما أن الخيم تحولت إلى حمامات ساخنة كما وصفها بعض المثقفين· كنت من بين الكتاب الذين أسسوا ما سمي ''حركة رد الاعتبار للكتاب الجزائريين'' إلى أين وصلتم؟ نحن دعونا باعتبارنا كتابا شبابا إلى إعادة الاعتبار لهذه الهيئة التي أصبحت تسمى بسبب غباء البعض وتخاذلهم ''جثة الثقافة الجزائرية''، فأنا شخصيا لست مهتمة بالاتحاد من أجل الحصول على مكسب وإنما غيرتي على الثقافة والمثقفين تجعلني أشعر بالأسف على غياب الاتحاد عن المحافل الثقافية، وغيابه أيضا عن الاهتمام بالكاتب والمثقف الجزائري، ما حدث للاتحاد سببه حسابات شخصية ولا يمكنني إلاّ القول أنه على المثقفين والكتاب أن يتعاونوا من أجل رد الاعتبار لهذه الهيئة وعلى يوسف شقرة أن يفهم أنه عليه أن يحق الحق ويحاول أن يخرج الاتحاد من أزمته عبر استقالته· بما أنك رئيسة منتدى الإبداع الأدبي، ماذا عن جديدك؟ لا أخفيك أمرا، فكرت فيما مضى في الانسحاب من المنتدى لأن الظروف السائدة لا تشجعني على المواصلة، فالمشاريع الثقافية المدعمة هي التي يكون أصحابها أهلا وأصدقاء، غير أننا رغم ذلك سنحاول الاستمرار في نشاطنا وتنصيب بعض الفروع في الولايات حيث سننصب فرع في مدينة تلمسان بعدما نصبنا فرعا في كل من عنابة والبليدة·