سلطت القاصة عقيلة رابحي، الضوء على واقع الكتابة القصصية في الجزائر، خاصة أن كتاب هذا النوع من الفنون الأدبية أصبحوا قلة قليلة، باعتبار أن أغلبهم أصبح يميل لكتابة الرواية، التي تشهد الساحة الأدبية عندنا ميلاد إصدارات عديدة لكتاب هذه الفئة وقالت رابحي، لدى نزولها ضيفة على فضاء ”إصدارات”، التابع لنادي الإبداع الثقافي بالديوان الوطني للثقافة والإعلام، مساء أول أمس، إنها مولعة بكتابة القصة القصيرة، والقصة القصيرة جدا، أوما يسمى بالقصة الومضة التي تعتمد على تكثيف المعاني والتعبير عن الحدث بأقل عدد من الكلمات. وأبرزت صاحبة ”تفاصيل الرحلة الأخيرة” أن اهتمامها بهذا النوع من الفنون الأدبية لم يمنعها من دخول عوالم الكتابة الروائية، حيث تشتغل الآن على نص روائي جديد سيحمل عنوان ”هناك بعيداً عن الشمس”، ومن المتوقع أن يصدر الكتاب خلال الموسوم الأدبي الحالي على أقل تقدير. وفي سياق حديثها عن المجموعة القصصية التي صدرت حديثاً عن منشورا”دار فيسيرا” للنشر بالعاصمة، الموسومة ب”تفاصيل الرحلة الأخيرة”، قالت المتحدثة إن المبدعين الشباب اليوم يعانون من مشكلة طبع أعمالهم، التي تقف عائقا أمام إبداعاتهم الأخرى، حيث أنه رغم وجود عدد كبير من دور النشر في الجزائر إلا أن لكل منها سياسته في المشهد عموما، فمنهم الناشر الجيد، ومنهم الناشر الذي يتعامل مع أسماء معينة دون غيرها من الأسماء الأخرى مهما كانت قوته الإبداعية، ومنهم الناشر التاجر الذي يبحث عن الربح السريع، ومنهم من يستعمل النشر كوسيلة لتحقيق أغراضه الشخصية، وغيرها من الأمور التي أضرت بواقع النشر وطموحات الكتاب والمبدعين الشباب الذين يجدون أنفسهم في كل مرّة بين المطرقة والسندان. وأشارت المتحدثة إلى غياب الدور الفعلي الذي تلعبه مختلف الجمعيات والمؤسسات الثقافية الناشطة اليوم في الجزائر، والتي كان بإمكانها تفعيل الحركة الثقافية التي تراجعت منذ انتهاء تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، حيث أصبحنا - تضيف المتحدثة - لا نرى هؤلاء إلا في المناسبات الهامة التي يحققون من خلالها مآربهم الشخصية.. ثم ينقطعون عن الحراك الثقافي إلى موعد ثقافي كبير آخر يواصلون فيه استنزاف ريع الوزارة المعنية بقطاع الثقافة. وفي سؤال عن حول الدور الذي يلعبه اتحاد الكتاب الجزائريين أمام هؤلاء، أبدت ضيفة الفضاء الإبداعي ”إصدارات”، أسفها على الوضع البائس للإتحاد، وقالت في هذا الصدد،”إن اتحاد الكتاب الجزائريين غائب كلياً عن الحراك الثقافي عندنا، كما أنه منذ سنوات عديدة لم يهتم بما تنتجه المخيلة الإبداعية للشباب، كما أن وضع الإتحاد اليوم يزداد تعقيدا يوما بعد آخر، حتى أصبح بعض المثقفين عندنا يطلقون عليه تسمية ”جثة الثقافة الجزائرية”، فلا هو مؤسسة ثقافية ولا هيئة ذات طابع نقابي تدافع عن حقوق الكتاب والمؤلفين، بل أصبح مكانا ترتع فيه الجرذان، منذ أن تشقرط الإتحاد حان عليه الحين وغنى على رأسه غراب البين”. يذكر أن المجموعة القصصية هذه تضم أحد عشرة نصا قصصيا، كتب مقدمتها الدكتور شريط أحمد شريبط. وقد سبق لهذه المجموعة أن فازت بجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب ”علي معاشي” لعام 2007، كما فاز هذا العمل الأدبي بجائزة ”ناجي النعمان”، الأدبية ببيروت سنة 2008. وتعد القاصة والزميلة الصحفية عقيلة رابحي من الأطراف الفاعلة في الساحة الأدبية عندنا من خلال ترأسها للمنتدى الوطني للإبداع الأدبي.