أثار الإعلان عن مسابقات التوظيف الخارجي التي فتحتها مختلف البلديات بقسنطينة، قبل حوالي 20 يوما، موجة من الاحتجاجات قادها عمال الشبكة الاجتماعية الذين طالبوا بحقهم في الإدماج والحصول على الأولوية في الترسيم والحصول على مناصب عمل دائمة· وبرر هؤلاء مطلبهم بأنهم الفئة التي قدمت خدمات لقرابة عشريتين من الزمن مقابل منحة لا تتعدى ال 3000 دينار، رافضين استفادة غرباء عن القطاع -حسب تعبيرهم- من مناصب عمل على حسابهم يتقاضون مقابلها رواتب محترمة، في حين يستمرون هم في تقديم خدمات بلا مقابل، مجددين دعوتهم إلى رؤساء البلديات من أجل توظيفهم مباشرة وتخصيص نسبة لهم من المناصب المفتوحة تقدر بحوالي 2000 منصب على مستوى الولاية، دون المرور على المسابقات التي شككوا في مصداقيتها، لأن المحسوبية والرشاوي هي التي تحدد المستفيدين منها عمال في إطار الشبكة الاجتماعية ببلدية قسنطينة· وفي حديثهم للجريدة عبر المحتجون عن استيائهم للطريقة التي تسير بها مسابقات التوظيف، حيث إنه كان من المفروض -حسبهم- أن يتم إدماجهم بصفة مباشرة دون المرور عبر المسابقات، لأنهم الأولى بالحصول على مناصب عمل دائمة، كونهم قضوا سنوات عمرهم في تقديم خدمات مقابل أجرة زهيدة لا تسد حتى نفقات النقل، ويوجد من بينهم من عمل لأزيد من 17 سنة في إطار الشبكة الاجتماعية، وفي كل مرة تفتح فيها مسابقات التوظيف يدخلونها، لكن قليلون فقط من تحصلوا على مناصب، في حين يتم تهميش البقية بالرغم من تمتعهم بصفة الأقدمية التي كان من المفروض أن تأخذ بعين الاعتبار، قبل أية معايير أخرى· رئيس بلدية الخروب التي أعلن بها عن فتح حوالي 400 منصب للتوظيف الخارجي، قال إن قوانين المسابقة لا دخل للأميار في وضعها، وأنه لا يملك الحق في تخصيص نسبة من عدد المناصب لعمال الشبكة الاجتماعية دون مرورهم على المسابقة، لأنه يعد خرقا للقوانين، مؤكدا أن الأقدمية تعد من أهم المعايير التي يتم اعتمادها في اختيار الناجحين، وبالتالي فإن حظوظ عمال الشبكة تكون أكبر بكثير مقارنة بالذين لم يشتغلوا في وقت سابق بالمصالح البلدية· تجدر الإشارة إلى أن عدد المناصب التي فتحت ببلدية قسنطينة لوحدها قدر بأزيد من ,700 غالبيتها في مجال الحراسة والنظافة داخل المؤسسات التعليمية، بينما تتوزع البقية على مناصب داخل الإدارة بالبلدية وهي مسابقة لم تحدد فيها شروط كثيرة، حيث يقتصر دخولها على إثبات الوضعية إزاء الخدمة الوطنية فقط، الشيء الذي فتح المجال واسعا للمشاركة، وقدرت مصادر من داخل بلدية قسنطينة عدد الملفات التي وصلتها عند تاريخ انتهاء آخر أجل بحوالي 10 ملفات من المنتظر أن يستلم أصحابها لاحقا دعوات للمشاركة في عمليات الانتقاء التي تقتصر هي الأخرى على الجانب البدني فقط·