إتصل بي مؤخرا، أحد المواطنين وأبلغني استياءه من المعاملة التي لقيها إبنه الذي إلتحق هذه السنة بأحد الأندية العريقة بالعاصمة بغية تجريب حظه للإنضمام إلى صنف المبتدئين· وهو الذي يملك إمكانات واعدة قد تجعل منه هو وأترابه مستقبل الكرة الجزائرية المريضة· صاحبنا الذي حدثني عن أوضاع صنف البراعم التي قصدت هذا الفريق الجزائري المحترف بامتياز، أكد لي بأن المحسوبية و''المعارف'' طالت كذلك الأصناف الصغرى، حيث يتعامل المشرفون عليها بمكيالين مع البراعم، إذ في الوقت التي يتم الاعتناء بأسماء، يطال الإهمال واللا مبالاة أسماء أخرى تبعا لمعايير الذاتية التي تطبق في هذا النادي· وقد عبر لي هذا المواطن عن إحباطه الكبير، وطلب مني أن أكشف المستور وأفضح الممارسات اللا رياضية واللا أخلاقية التي تسير بها الأصناف الصغرى داخل أنديتنا المحترفة، مؤكدا لي أن ابنه وضعه مسيرو هذا النادي المحترف بامتياز في خانة اللاعبين المغضوب عليهم، وأبلغه بأن هناك لاعبين يشرف المدرب على تعليمهم فنون اللعبة وخباياها في حين يكتفي هو وزملاؤه المغضوب عليهم بركل الكرة في ركن من الملعب، وهو ما حاز في نفس هذا البرعم وشعر بالخيبة وهو الذي كان يعلق آمالا كبيرة يوم قرر أبوه تسجيله مع براعم هذا النادي المحترف بامتياز· وإذا كان ما حدث لإبن هذا المواطن يعتبر قطرة في بحر، فإن الواقع المرير الذي يعيشه تكوين الأجيال واللاعبين الصغار في بلادنا جدير بالوقوف عند أوضاعه ومآسيه، حيث يأتي في المرتبة الأخيرة من اهتمامات مسؤولي أنديتنا، ولا نغالي إن قلنا أن ما يهم اليوم عند مسيرينا لا يتعدى واجهة النادي ممثلة في فريق الأكابر الذي يحرصون على توفير كل الإمكانات والأموال بهدف تحقيق النتائج الإيجابية، في حين تبقى الأصناف الصغرى عرضة للتهميش والسلوكات اللا رياضية التي يمارسها المشرفون على الفئات الصغرى· ولو سألنا أي رئيس فريق كم من مرة حضر تدريبات اللاعبين المبتدئين في الفريق خلال كامل الموسم لرد علينا بالسلب، وهي الحقيقة التي لا يمكن لأي مسؤول في الفريق إخفاءها أو نكرانها ولو سألنا أي رئيس فريق، كم من لاعب تم تكوينه في مدرسة الفريق خلال العشرية الماضية، فقد يحتار في مدنا بأسماء، طالما وأن جل العناصر التي تعتمد عليها الأندية تأتي عادة جاهزة· ولو حاولنا الولوج في منهجية العمل الذي تعتمدها أنديتنا في مجال التكوين لوجدنا الوضع أكثر كارثية من المشهد الذي صوره لنا صاحبنا وإبنه لأن الوضع يكاد يكون واحدا عن جل أنديتنا، وهو ما يطرح أسئلة بريئة، براءة الأطفال الذين يحلمون بممارسة الكرة فتتحطم أحلامهم على أسوار ملاعبنا؟!·