في الوقت الذي مازالت فيه شركة ''شاينا ستايت كونستراكشن'' ''سي أس سي أ سي''، ''CSCEC''، تنشط في الجزائر وتظفر بأكبر الصفقات العمومية في بلادنا، آخرها صفقة إنجاز المسجد الكبير للعاصمة بتكلفة مالية قدرها 688 مليون دولار أمريكي، فإن البنك الدولي وضع منذ 2009 هذه الشركة الصينية في قائمة الشركات الممنوع التعامل معها لمدة ست سنوات كاملة· من حسن حظ الشركة الصينية ''CSCEC '' أن المشاريع الكبرى في الجزائر لا تمول من طرف مؤسسات مالية دولية على صلة بالبنك الدولي، بل تمول مباشرة من الصناديق العمومية الوطنية، وإلا تعرضت المشاريع الوطنية إلى غياب التمويل بسبب قرار البنك العالمي إقصاء الشركة الصينية لمدة ست سنوات من التعامل معها· فالشركة الصينية ''سي أس سي أ سي'' توجد في القائمة الحمراء للشركات الممنوع التعامل معها أي أن ''CSCEC'' وضعت في قائمة البنك الدولي التي تضم المؤسسات غير المؤهلة بسبب الاحتيال والفساد، ويؤكد البنك الدولي أن المؤسسات والأشخاص المذكورين في قائمتها غير مؤهلين للفوز بعقود يمولها البنك الدولي خلال الفترات المحددة نظرا لثبوت انتهاكهم لأحكام الاحتيال والفساد المنصوص عليها في دليل ''الإرشادات بشأن التوريدات'' أو دليل ''الإرشادات بشأن الاستشاريين''، البندين 14,1 و22,1 على التوالي، وقد تم التأكد من هذا الأمر من خلال إجراءات إدارية أتاحت للشركات والأشخاص المتهمين فرصة الرد على المزاعم وتم إجراء هذه العملية وفقاً لإجراءات لجنة العقوبات المعتمدة في الثاني من أوت .2001 وقد فازت الشركة الصينية للبناء ''شاينا ستايت كونستراكشن'' بصفقة بناء مسجد الجزائر الكبير بقيمة 1,03 مليار أورو، وهي الشركة التي تعهدت بالانتهاء منه في آجال حددت ب 48 شهرا· ويضم المشروع الذي يتسع لنحو 120 ألف مصل، 12 بناية منفصلة تتربع على موقع يمتد على حوالي 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تزيد على 400 ألف متر مربع، ويميزه منارة يبلغ ارتفاعها 300 متر، إلى جانب قاعة للمحاضرات ومتحف للفنون والتاريخ الإسلامي ومركز للبحوث حول تاريخ الجزائر، ومحال تجارية ومطعم· وبالإضافة إلى المؤسسة الصينية، قدم مجمعان عرضيهما في جويلية الماضي للظفر بصفقة إنجاز هذا المشروع، ويتعلق الأمر بمجمّع لبناني إيطالي ''شركة البناء العربية أسطالدي'' ومجمع مؤسسات إسبانية جزائرية ''كوسيدار ومؤسسة حداد عن الجانب الجزائري''·