هدد سكان البيوت القصديرية بحي الحميز، بتصعيد احتجاجاتهم وإخراجها إلى الشارع في حال لم تستجب السلطات، وعلى رأسها الوالي المنتذب للدار البيضاء، لمطالبهم بترحيلهم إلى سكنات لائقة، بعد أن تكررت الوعود المقدمة إليهم بالترحيل، إلا أنها إلى يومنا هذا لم تجد طريقها إلى التنفيذ· وأدت الأمطار الغزيرة التي عرفتها العاصمة وضواحيها في الأيام الأخيرة إلى زيادة غضب سكان الحي القصديري بالحميز، بعد أن تسربت مياه الأمطار إلى بيوتهم الهشة التي بنيت بطريقة عشوائية، إذ تسبب تجمع المياه بالطرقات مع غياب قنوات الصرف الصحي والبالوعات في اقتحام السيول للمساكن، سيما تلك الواقعة في نفس مستوى الطريق أو دونها· وعاش الحي في اليومين الأخيرين -حسب شهادة أحد ساكنيه ل ''الجزائر نيوز''- حالة رعب حقيقية، حيث خرج جل السكان من بيوتهم ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، حراء المياه المتجمعة بالطرقات التي تسربت إلى داخل البيوت، ما اضطر السكان إلى إفراغها من الأثاث، ''أنا شخصيا توجهت بعائلتي إلى بيت والدي بدرقانة بعد أن أصبحت حياتنا مهددة''، إذ لم ينالوا منذ سنوات إلا وعود متكررة من الجهات المسؤولة، ولم ترحل منهم أية عائلة· ومع بداية كل شتاء تتحوّل حياة السكان إلى جحيم، إذ يجدون مشكلا حتى في الدخول والخروج إلى منازلهم بعد أن تغمر المياه الطرقات وتتجمع أمام أبوابهم، ما تسبب في عدم التحاق عدد كبير من التلاميذ بمدارسهم· ويتساءل السكان عن سبب تهميشهم من طرف المسؤولين، ما جعلهم يهددون بالخروج إلى الشارع· ويناشد السكان السلطات وعلى رأسها والي العاصمة والوالي المنتذب للدار البيضاء من أجل التدخل السريع لانتشالهم من السكنات الهشة التي يقيمون بها منذ سنوات، وتتكرر معاناتهم معها كل شتاء، مؤكدين في الوقت نفسه أنه لو تم ترحيل، ولو عدد قليل، من سكان القصدير بالحميز كل سنة، لما وقعت مثل هذه المشاكل وتكررت المعاناة مع أمطار تعد نعمة على آخرين في حين أنها نقمة عليهم·