قال محمد شفيق مصباح المحلل السياسي، أنه يملك معلومات مؤكدة بخصوص رغبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في التأسيس لحزب سياسي إسلامي كبير، مشارك في الحكم بالجزائر ''لكنه يلقى مقاومة من داخل التحالف كما أن الرئيس يواجه عراقيل أخرى من نوع النخبة والوقت غير الكافي لإتمام هذا المشروع''، متوقعا مقاطعة انتخابية ''تقارب 80 بالمائة'' في التشريعيات القادمة· شفيق مصباح الذي يعرف النظام الجزائري من الداخل بحكم قضاء جزء كبير من حياته داخل المؤسسة العسكرية، كشف أيضا بخصوص الإسلاميين ومستقبلهم السياسي انطلاقا من الاستحقاقات القادمة، أنهم لا يشكلون أي ''عامل للتهديد السياسي المفضي إلى الفوز بالانتخابات''، مبررا ذلك بأنهم ليسوا حاملين مشروعا سياسيا واضح المعالم ''عكس الإسلاميين في تونس فقد سمحت لي الفرصة للجلوس مع حمادي الجبالي رئيس الحكومة طيلة ساعات وأعجبت بالمستوى الثقافي العالي له ولمن معه، فالحكومة التونسية في معظم أعضائها المنتمين لتيار النهضة لهم مميزات هامة مفقودة عندنا في جزء كبير من التيار الإسلامي'' وذكر منها شفيق مصباح ''المستوى العلمي والثقافي بالإضافة إلى السن الذي يترواح بين 40 و50 سنة، علاوة على مرورهم بتجارب عويصة في السجون''· وانتقد شفيق مصباح افتقاد الجزائر لهياكل دراسات قادرة على حصر الظواهر السياسية وتحليلها، ورد المسألة ''إلى وجود احتقار للقضايا التي تخص الجزائريين''، موضحا أن ''الأمريكيين حلّوا محلنا عندما شرعوا منذ سنة 1995 في البحث عن عوامل التعامل الديمقراطي مع الإسلاميين وتوصلوا إلى أن هذا التيار لا يمكنه التطور بمعزل عن عقيدته الدينية وبالتالي وصلوا إلى قناعة يعملون على تجسيدها وسيجسدونها''· وعاد إلى التيار الإسلامي في الجزائر ليقول ''التيار الإسلامي في الجزائر غير منظم'' وأثار مع الحضور أيضا قضية ''ما أصبح يعرف بالقوة النائمة للسلفيين في الجزائر وإمكانية قلبها الموازين لصالح الإسلاميين في الاستحقاقات القادمة''، ضاربا بعرض الحائط هذه الفكرة قائلا ''إن هذا التيار غير معروف في الجزائر سواء على مستوى مصالح الأمن أو على مستوى المجتمع، والمشكلة في عدم وجوده في إطار مهيكل فهناك حلقة فارغة وهذا الفراغ ستكون نتيجته الفوضى''· لكن بالمقابل قال مصباح ''الحديث عن الإسلاميين في الجزائر لا يمكن عزله عما يجري في الجوار و على المستوى الدولي، فالإسلاميون في الجزائر ليسوا ظاهرة في حد ذاتها، وما جعلها حاضرة بقوة في النقاشات والحسابات السياسية هو فشل مشروع الوطنيين''· جزائر ما بعد التشريعيات بوتفليقة والعسكر وكشف شفيق مصباح عن معلومات بحوزته تخص ما يخلج في صدر الرئيس بوتفليقة حول واقع الأحزاب، قائلا ''لدي يقين أن رئيس الدولة لديه رغبة في إنشاء أو إبراز حزب سياسي إسلامي كبير وقوي ولكنه يواجه مقاومة من داخل أحزاب التحالف''، ومن جهة أخرى، أوضح ضيف ''الجزائر نيوز'': ''الرئيس ليس له النخبة لتجسيد رغبته ولا الوقت الكافي لذلك وهذه معوقات''، معترفا بأن ''بوتفليقة صاحب حنكة تكتيكية''· وعن جبهة التحرير الوطني وعلاقتها بالوضع السياسي ومستقبلها في التشريعيات قال ''أنا أفلاني روحيا لكن هذا الحزب فشل في التأقلم والتكيف مع الحراك الجديد وبالتالي هو مطلوب لأن يزول وسيزول سواء بنعومة أو بخشونة، لكنه سيُقصى مستقبلا''، في إشارة واضحة للتشريعيات القادمة، التي قال عنها أنها ''ستشهد مقاطعة تقارب 80 بالمائة''· وأبقى مصباح الباب مفتوحا، بالرغم من تنبؤه المتشائم حول مصير الإسلاميين السياسي برسم الاستحقاقات القادمة، حيث قال ''في حال تحقيق فوز أعلم أنا المؤسسة العسكرية لن تعترض على ذلك ولن تتدخل''· وسُئل شفيق مصباح عن الوضع السائد في منطقة الساحل ومستقبلها، فقال ''لنكن واقعيين مسألة السيطرة والتحكم في الساحل ستؤول إلى الغرب، وببساطة فإن ما يفرض هذا الواقع هو الدراسات التي قامت بها القوى الغربية وهي أن شعوب إفريقيا شعوب مسلمة وهي خزّان هجرة كبير نحو أوروبا وبالتالي تعتبرها منطقة حساسة ينبغي أن يكون لها قدم فيها، مقابل ذلك نحن لا نملك الإمكانيات التي تجعلنا نتحكم أو نحكم قبضتنا على الساحل''، معتبرا القضية قضية وقت فقط·