لا تزال العديد من قرى المناطق النائية بولاية بومرداس تعاني من مخلفات الثلوج التي كست المنطقة في ظل استمرار غياب التيار الكهربائي وقارورات غاز البوتان، رغم إعادة فتح الطرق الرئيسية للبلديات وإلحاح السلطات على تكفلها بالعائلات المتضررة من سوء الأحوال الجوية· أكد سكان قرى بلدية تيمزريت الواقعة بأعالي دائرة يسر، أنهم يعانون الأمرّين جراء الثلوج التي عزلتهم عن محيطهم الخارجي، لدرجة أنهم لم يجدوا ما يقتاتون به إلى غاية إعادة فتح الطريق الرابط بين بلديتهم ودائرة يسر في ساعات متأخرة من نهار أول أمس· وقال عدد من مواطني البلدية ل ''الجزائر نيوز'' إنه طيلة فترة تهاطل الثلوج كانوا معزولين ولا أحد من المسؤولين اتصل بهم وحتى رئيس بلديتهم كان غائبا باعتباره يقطن بولاية تيزي وزو والطريق المؤدي إلى بلديتهم مغلق على حد تعبيرهم، مشيرين إلى أن سمك الثلوج تجاوز المتر ووجدت العديد من العائلات صعوبة في فتح أبوابها، مؤكدين أنهم تجرعوا الأمرين في صمت في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة، وهي نفس الوضعية التي عاشها سكان تاورقة وبن شود الواقعتين بالجهة الشرقية للولاية، والتي قال مواطنوها إنها مهمشة ومعزولة بصورة كلية، وهو نفس الرأي لدى مواطني قرى عمال وبني عمران الذين تساءلوا عن سبب غياب السلطات المحلية في مثل تلك المواقف، وأن عملية إعادة فتح الطرقات اقتصرت على مركز البلديات المعنية فقط دون قراها التي لا يزال مواطنوها يعانون على حد قولهم، ويقطعون مسافات مشيا على الأقدام إلى غاية مقر البلدية لقضاء حاجياتهم· انقطاع التيار الكهربائي يثير استياء المواطنين لا يزال مشكل انقطاع التيار الكهربائي وشبكات الهاتف النقال مطروحا بأكثر حدة بالعديد من بلديات الولاية سواء الواقعة بالجهة الشرقية أو الجنوبية الشرقية وحتى الغربية على غرار أولاد موسى وخميس الخشنة، حيث أكد مواطنو هذه المناطق أن الثلوج التي عزلتهم عن العالم الخارجي لم تؤثر عليهم بنفس طريقة انقطاع التيار الكهربائي الذي أثار حفيظة المواطنين الذين خرجوا للشارع للتعبير عن امتعاضهم مثلما هو الحال بالنسبة لسكان خميس الخشنة الذين قطعوا أمس الطريق على مستوى شيخ أحمد بحمادي، وكذا احتجاج سكان دلس على نفس المشكل، فيما كانت العديد من البلديات شهدت نفس الاحتجاجات تعبيرا عن تذمرها من استمرار انقطاع التيار الكهربائي، الذي صاحبه غياب شبكات الاتصال سواء الهاتف الثابت أو شبكات الهاتف للمتعاملين الثلاثة، الأمر الذي جعلهم في عزلة تامة على حد قولهم، ومنعهم من الاتصال لطلب المساعدة ونقل المرضيإلى المستشفى مثلما هو الحال لبلدية بني عمران وشعبة العامر وتيمزريت، حيث قال سكان بلدية عمال إن الكهرباء انقطعت عنهم طيلة الأيام الفارطة، ليتم إعادة التيار الكهربائي الذي لم يدم إلا ساعتين أو ثلاثة ليعود الظلام ويخيم على بلديتهم، فيما أشار سكان بني عمران إلى تضرر الآلات الكهرومنزلية من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بعد إعادة إصلاحه، الأمر الذي أدى إلى نشوب شرارات كهربائية بعدة مساكن كادت تودي بحياة قاطنيها، يقول محدثونا الذين قالوا إن مصالح سونلغاز شبه غائبة عنهم، فيما قال سكان حي المرملة ببومرداس إنهم اتصلوا بمصالح سونلغاز لإعادة التيار الكهربائي، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعا إلا بعدما قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 24 ليعاد التيار الكهربائي إلى مساكنهم· طوابير طويلة أمام محطات البنزين مشكل آخر يعاني منه سكان ولاية بومرداس المحرومون من غاز المدينة وهو غياب قارورات غاز البوتان، حيث أشار العديد من مواطني بلديات يسر، شعبة العامر، حمادي، خميس الخشنة، تاورقة، سيدي داوود، أولاد عيسى وبن شود وكذا الناصرية ودلس إلى أن مخزونهم من قارورات غاز البوتان نفذت خلال عزلتهم المفروضة عليهم بفعل الثلوج، مضيفين أنهم في رحلة بحث عنها حتى في الولايات المجاورة مثلما هو الحال لسكان بلدية عمال الذين تنقلوا إلى الأخضرية بولاية البويرة للتزود بهذه المادة الحيوية· من جهتها، تشهد محطات البنزين المتواجدة بتراب الولاية طوابير طويلة من المواطنين الذين ينتظرون بفارغ الصبر وتحت البرودة الشديدة شاحنات قارورات الغاز التابعة لنفطال، وقد أدى التوافد الكبير للمواطنين على هذه المحطات إلى شلل في حركة المرور مثلما هو الحال لمحطة البنزين ببرج منايل والناصرية الواقعتين على حافة الطريق الوطني رقم ,12 فيما قالت مصادر محلية من دلس إن محطة البنزين التابعة لأحد الخواص بمنطقة تاقدمت تشهد مناوشات بين المواطنين بسبب قارورات غاز البوتان والتي استدعت، حسب ذات المصادر، تدخل أعوان الدرك الوطني لتنظيم المواطنين الذين يتخوف أغلبهم من نفاذ الكمية والعودة إلى منازلهم خائبين، وقال العديد من المواطنين إنهم استهلكوا قارورات الغاز التي تركوها لوقت الحاجة للتدفئة بعد انقطاع التيار الكهربائي، فيما وقع آخرون تحت البرودة الشديدة مثلما هو الحال لقرى تيمزريت وقدارة· قطع الطرقات صاحبه غياب المؤونة الغذائية أكد العديد من مواطني القرى التي عزلتها الثلوج، أنهم عانوا من الجوع الشديد بفعل غياب المؤونة الغذائية بقراهم ونفاذ الكميات التي تتوفر عليها المحلات المتواجدة بهم مثلما هو الحال بقرى بوعيدل وتلموث ببلدية عمال وبني عمران، التي قال سكانها إن حقولهم لم تشفع لهم نتيجة الثلوج التي كست مزارعهم، وأن العديد منهم كان يبيت للجوع في ظل غياب طريقة لتنقلهم إلى المدينة لقضاء حاجياتهم، نفس الوضع عرفته قرى بلدية خروبة· من جهة أخرى، أكد سكان تيمزريت أنه مباشرة بعد إعادة فتح الطريق ببلديتهم ووصول شاحنة مزودة بمادة الدقيق، استحوذ مواطنو قرية جراح الذين أنهكهم الجوع على كمية الدقيق، ووقع ما يشبه عملية الكر والفر لأخذ كمية أكبر من المادة، وقال محدثونا إنهم افتقدوا للخضروات طيلة فترة انعزالهم عن محيطهم· مصالح الولاية تؤكد تكفلها بالمتضررين من الثلوج نفى، أمس، مصدر مسؤول بولاية بومرداس، أن تكون الولاية قد سجلت حالات وفاة بفعل الثلوج، مؤكدا أنه تم إعادة فتح جميع الطرقات الوطنية والولائية المغلقة، مشيرا إلى أن وحدات من الجيش الوطني تكفلت بإعادة فتح الطريق الرابط بين بلدية تيمزريت ودائرة يسر، وأن عملية إعادة فتح الطريق الولائي رقم 107 الرابط بين تيمزريت وقرية ورياشة بالناصرية متواصلة، وكذا عملية إعادة فتح الطريق الولائي رقم 27 الرابط بين الاربعطاش والكحلة التابعة لولاية البويرة، مضيفا أنه تم استعمال 35 شاحنة و3 كاسحات الثلوج لإعادة فتح الطرقات، مشيرا إلى أنه سيتم مضاعفة عدد قارورات غاز البوتان للولاية من طرف مصالح نفطال إلى 10 آلاف قارورة غاز بوتان بعدما كانت تزود الولاية ب 1500 قارورة إلى غاية 2000 قارورة في اليوم، كما تم السماح للخواص بنقل قارورات غاز البوتان مباشرة من سيد رزين بالعاصمة بدل الانتظار في مستودع المؤسسة ببرج منايل، وذلك للقضاء على الندرة الكبيرة في هذه المادة الحيوية· وعن مشكل انقطاع الكهرباء وغياب شبكات الهاتف بالعديد من المناطق، قال ذات المسؤول إن مصالح سونلغاز استطاعت إعادة التيار الكهربائي بنسبة 70 بالمائة، فيما يتم التكفل تدريجيا ب 30 بالمائة المتبقية، مضيفا أنهم تم إحصاء 32 حيا من دوائر الناصرية، دلس، برج منايل، بودواو، بغلية ويسر تعرف مشكل انقطاع التيار الكهربائي، مؤكدا أن مصالح سونلغاز تؤكد أنها لا تملك الإمكانيات البشرية والمادية لمواجهة الوضع، مضيفا أنه تم اعادة شبكة الهاتف بكل من دائرة دلس وبغلية على أن العملية متواصلة بكل من دائرة الناصرية وشعبة العامر· وفيما يخص المؤونة الغذائية، قال ذات المتحدث أن الولاية قامت بتوزيع 800 قفة بها مختلف المواد الغذائية الضرورية كالزيت، الفرينة، البقول الجافة، العجائن، بقيمة 1600دج على العديد من العائلات بكل من شعبة العامر، قدارة، عمال، أعفير، الناصرية، أولاد عيسى، تيمزريت وبني عمران، 500 منها هبة من وزارة التضامن الوطني، فيما قامت الولاية بتوزيع 200 قفة بقيمة 3 آلاف دينار من ميزانية الولاية، كما تم توزيع 100 أفرشة و500 أغطية على العائلات بتيمزريت إلى جانب 20 طنا من الدقيق· مصالح الحماية المدنية تسجل 189 تدخلا خلال الأربعة أيام الفارطة سجلت مصالح الحماية المدنية في مختلف تدخلاتها خلال الأيام الفارطة 189 تدخلا، منها 44 تدخلا خاصا بالفيضانات واكتساح الثلوج للعديد من المنازل، وتسجيل 69 جريحا خاصا بالثلوج و11 حريقا نتيجة العدادات الكهربائية اندلاع شرارات كهربائية بها نتيجة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، كما سجلت ذات المصالح حسب المكلف بالإعلام 8 تدخلات خاصة بانهيار جدران بعض المنازل وكذا القرميد، و12 تدخلا خاصا بسقوط الأشجار التي أدت إلى غلق الطرق و12 آخر متعلقا بسقوط كوابل كهربائية سواء ذات الضغط العالي أو المتوسط وذلك بالتنسيق مع مصالح سونلغاز، مضيفا أنه تم تسجيل 9 حوادث مرور أسفرت عن 7 جرحى· وأشار ذات المصدر إلى أن مصالح الحماية المدنية تمكنت من إنقاذ شاب بسوق الحد كان عالقا في واد وإنقاذ آخر داخل بركة ماء بحي بوصباع ببرج منايل إلى جانب إنقاذ ثلاث عائلات محصورة بالطريق الوطني رقم 5 وإنقاذ الفرقة التقنية للتلفزيون الجزائري بنفس الطريق على مستوى الثنية·