تحدث هشام جامه، عضو رئيسي بفرقة ''أريدال'' الموسيقية، في حوار مع ''الجزائر نيوز'' عن ألبوم الفرقة ''راحة بالي'' الصادر مؤخرا، والذي يضم أكثر من عشر أغانٍ. كما كشف عن طابع الفرقة المستمد من الموسيقى الترية، لكن بلمسات أخرى، موضحا في الوقت ذاته أهداف الفرقة لخدمة الأغنية الجزائرية الأصيلة. فرقة ''أريدال'' الموسيقية حققت نجاحا لافتا على موقع الشبكة الاجتماعية ''الفيسبوك'' والساحة الفنية في وقت وجيز، كيف جاءت فكرة التأسيس؟ تأسست فرقة ''أريدال'' الموسيقية نهاية 2009 على يد مجموعة من الشباب (مغني وخمسة موسيقيين)، التقينا عن طريق الصدفة، فأثبتنا حضورنا الفني بطابعنا الغنائي المميز وأسلوبنا الجميل، صدر لنا ألبوما غنائيا، مؤخرا، بعنوان ''راحة بالي'' بطابع تري ممزوج بأنواع موسيقية أخرى كالبلوز والروك، يضم أكثر من 12 أغنية، من بينها ''جاني جاني'' و''حراة''، ''راحة بالي'' التي قدمنا من خلالها لمحة وجيزة عن الفرقة، إلى جانب أغانٍ أخرى تفنن في كتابة قصائدها كل من فيصل سوفتا، إلى جانب الصوت الثاني للفرقة لمين بشاد وبجي. أما الشيء الذي حفزنا على تأسيس فرقتنا الموسيقية دون سابق إنذار، هو تمازج أصوات أعضاء الفرقة، وكذا هدفنا المشترك في تطوير موهبتنا الغنائية، خاصة وأننا لسنا أكاديميين، إلى جانب أننا من الفرق المحظوظة التي تتوافر على كل الإمكانيات المادية على رأسها استوديو تسجيل. طابعكم مستمد من التراث التري، إلا أن المستمع يشعر أنه ممزوج بطبوع عصرية، لماذا هذا المزج؟ بالفعل، طابعنا الغنائي رغم أنه تقليدي مستمد من التراث التري الجزائري إلا أن الفرقة أدخلت عليه بعض الروتوشات العصرية، حيث مزجناه بطبوع غنائية عالمية لننسج مقاطع موسيقية متناسقة النوتات، الشيء الذي جعلنا نكسب جمهورا عريضا من الطبقة الذواقة للموسيقى الراقية، كما أن الفرقة دائمة البحث عن الجديد لتقديم الأفضل للجمهور. وبما أن أعضاء الفرقة -كما سبق لي الذكر- أنهم مرتاحين ماديا، فإن شغلهم الشاغل ليس تجاريا، وإنما الرقي بالغناء الأصيل والتعريف بالإرث الثقافي الجزائري إلى العالمية. من خلال حديثك نشعر أن فرقتكم تخاطب فئة معينة من الأشخاص؟ تقريبا، نحن فرقة تقدم الغناء الأصيل الهادف، لذا فإننا نسعى دائما إلى تقديم الأفضل، لكن للأشخاص الذين يقدرون معنى كلمة الفن، وهو ما يجعلنا نحيي سهرات فنية في فضاءات خاصة يقبل عليها جمهور خاص، لهذا فإنني أؤكد أن عمل الفرقة فني وليس تجاريا، فهدفنا الاحتراف وتحقيق النوع وليس الكم. ما التمسناه من ألبوم ''إريدال'' أنه أعاد بعض الأغاني ك ''دمعة'' للمرحوم عثمان بالي وأغنية ''مري'' المستوحاة من التراث، لماذا أعدتم هذه الأغاني؟ صحيح، ألبومنا يحتوي على أغاني جديدة ذات طابع تري، إلى جانب أغاني قديمة مثل أغنية ''دمعة '' الشهيرة للمرحوم عثمان بالي... وغيرها، هدفنا من ذلك ليس الشهرة على حساب الآخرين، وإنما إحياء التراث التري والجزائري عامة، وبعثه من جديد إلى ذاكرة الثقافة الجزائرية. وبما أن فرقتنا تفضّل التميز عن الآخرين، فإننا نسعى دوما لوضع لمساتنا الفنية لإثبات هويتنا كفرقة ''أريدال''، ما سمح لنا بالبروز في وقت وجيز بخلق شعبية كبيرة في الوسط الفني. إسم فرقتكم يوحي أنه تري، لماذا وقع اختياركم عليه؟ بما أننا متيمين بالموسيقى الترية وكل ما له علاقة بالتراث الأصيل، فإننا فضّلنا من باب الإعجاب أن نطلق اسم ''أريدال'' على فرقتنا، ويعني الأسد، أتمنى أن تكون فرقتنا بعطائها الفني والموسيقي تعكس ذلك، بخلق شهرة وإعجاب كبيرين وطنيا ودوليا. وماذا عن قصة أغنية ''راحة بالي'' التي تصدرت الألبوم؟ أغنية راحة بالي هي الأغنية الشهيرة التي عرفنا بها الجمهور، خاصة وأن جل القنوات الإذاعية تعمل على بثها عبر أمواجها، مما سهل لنا عملية تسويقها. أما فيما يخص قصتها، فهي تحكي عن قصة شخص عمّر طويلا وصادفته الكثير من المشاكل والهموم، ما أكسبه ذلك خبرة فوق العادة، وجعله مدرسة بكل مقومتها، وفي الأخير أدرك أن راحة البال أغلى شيء ولا يمكن أن يعوّض.