تحدث حسين أقران عضو بفرقة كامليون في هذا الحوار عن تجربة الفرقة المتواضعة، كاشفا عن الأسباب التي هيأت لهم الطريق إلى الشهرة، وعن طموح الفرقة للوصول إلى العالمية، كما سلط المتحدث الضوء على مشاركة الفرقة في مهرجان موسيقى العالم العربي بكندا· حققت فرقة ''كامليون'' نجاحا لافتا في وقت وجيز على الساحة الفنية الجزائرية، كيف جاءت فكرة تأسيس الفرقة؟ يعود تأسيس فرقة ''كامليون'' إلى سنة 2011 على يد مجموعة من الشباب (مغني وأربعة موسيقيين) أثبتنا وجودنا على الساحة الفنية بأدائنا الجميل وأسلوبنا المميز، صدر لنا ألبوم غنائي في نفس السنة جاء بطابع تقليدي عصري امتزجت فيه إيقاعات الروك بالجاز بموسيقى القناوي، بدأت الفرقة مسارها الغنائي بأداء أغاني من تأليف وتلحين أحسن أقران شقيقي التوأم· أما بالنسبة لفكرة تأسيس الفرقة فقد جاء بدون سابق إنذار بعد أن عرفنا حسين صخار صديقنا أيام الدراسة في الثانوية بزملائه رضا أنيس ورضا صايب وهما أيضا موسيقيين، فتبين لنا بعد أن استمعنا لأدائهما أن طريقتهما تمتزج مع أدائنا بطريقة فنية رائعة، وهكذا قررنا تكوين فرقة ''كامليون''، وكانت بدايتنا مع أغنية ''اللهو رشاني'' حيث وضعناها على موقع ال ُّمَ ، وبعدها أخذ الشباب يتعرف علينا عبر مواقع الإنترنيت وأصبحنا أكثر شهرة وطلبا بين وسط الشباب، فأحيينا مباشرة بعد ذلك سهرة فنية بقاعة ابن زيدون بالعاصمة وكانت دهشتنا كبيرة حين وجدنا جمهورا عريضا يردد أغانينا ويتفاعل مع أدائنا بشكل مميز، وهذا ما جعلنا ندخل مرحلة الجدية في تقديم الأفضل لعشاقنا من الجمهور· يشهد لفرقتكم التنوع في الطبوع، الجاز، الريغي والقناوي، ما سبب ذلك؟ بما أن الجزائر دون غيرها من البلدان التي تتمتع بإرث ثقافي واسع، وهو الشيء الذي جعلها تخلق من التنوع الثقافي لوحات متناسقة الألوان، وهو الشيء نفسه ينطبق على طابعها الغنائي، فمثلا إذا عرجنا على منطقة الأوراس نجد طابع الشاوي حاضرا بكل خصوصياته من نغمة وصوت وكلمة، أما إذا غيرنا وجهتنا إلى الغرب الجزائري نجد طابع الوهراني يعكس الإرث الثقافي والتاريخي للمنطقة، وهو شيء ينطبق على الأغنية العاصمية، وكذا القبائلية والصحراوية· فمن هذا الإرث الكبير وجميع الطبوع الجزائرية نحاول أن نستمد ونعمل على مزجها لنستخرج في الأخير طابعا جزائريا يجمع كل الطبوع في أغنية واحدة بعيدة عن الجهوية، مع وضع عليها لمسة من إيقاعات ''كامليون''· حققتم نجاحا كبيرا رغم قلة الإنتاج، ما السر في ذلك؟ أولا، التوفيق من الله هو سبب نجاحنا، إلى جانب تشجيعنا من طرف الجمهور، ما دفع بالفرقة إلى أن تضع الجد والنجاح نصب عينيها، وهذا ما جعلنا نبذل طاقتنا من أجل تقديم الأفضل للجمهور الذي وضع على عاتقنا ثقة أكبر من حجمنا فمثلا، نحن أعضاء الفرقة قبل دخول الأستوديو للتسجيل نكون على علم بأدق التفاصيل لمعاني الكلمات التي تحملها الأغنية، وكذا الأهداف التي ترمي إليها، فنحن كفرقة موسيقية شابة ندرك جيدا معنى رسالة الفن النبيلة التي نحملها، وهوا ما نجسده فنيا وجماليا على أرض الواقع من خلال تقديم أغاني ذات مستوى رفيع، فالجمهور الجزائري زغم اختلاف ذهنياته يتذوق الفن الراقي، إلى جانب ذلك فإن بعض العائلات الجزائرية لا تزال محافظة وتفضل الاستماع للغناء المميز غير الخادش للحياء· البعض يقولون أنكم متأثرون بفرقة ''الغيوان'' و''جيل الجيلالة''، ما تعليقكم؟ أجل هذا صحيح، فمعظم أغانينا مستمدة من الطابع الشعبي الجزائري، وهذا الأخير بدوره مستمد من القصيد المغربي بنسبة 80 بالمئة، إلى جانب ذلك فبحكم انتمائنا إلى المغرب العربي فإنه لا محال نشترك في طريقة الأداء وفي العادات والتقاليد وأشياء أخرى من هذا القبيل، كما أن فرقة ''كامليون'' تتشرف بأن تصل إلى شهرة ودرجة النجاح التي وصلتها فرقتا ''الغيوان'' و ''جيل الجيلالة''· حدثنا عن تجربتكم التي خضتموها مؤخرا بمونتريال الكندية؟ كانت تجربة رائعة، حيث اتصلت بنا الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وطلبت منا المشاركة في مهرجان موسيقى العالم العربي، فرحبنا بالفكرة وكان لنا شرف تمثيل الجزائر دوليا، وأن نكون خير سفير لها، كما أن مشاركتنا كانت فرصة للتعريف بأسلوب غناء الفرقة، وكذا التعريف بالفن الجزائري الأصيل، والأجمل من ذلك أننا التقينا بجمهورنا هناك من الجالية الجزائرية الذي كان على موعد معنا يوم 03 من الشهر الجاري، وخلاله عملنا على إمتاعهم من على خشبة كورونا وقدمنا لهم أغاني من الألبوم الجديد الذي يضم أغنية ''البير الصغير'' و''رشاني اللهو'' و أغنية ''لله'' التي فتحت لنا باب الشهرة، وقد تلقينا تجاوبا كبيرا من الجمهور هناك، كما قدمنا أغاني أخرى من التراث الجزائري، أما الشيء الذي أدهشنا بكندا فهو أننا وجدنا نفس الجمهور الذي تركناه بالجزائر· مشاركتكم في مهرجان مونتريال العالمي يعد أول تجربة للفرقة، فماذا أضاف إلى رصيدكم؟ هذا صحيح، المشاركة في مهرجان من حجم مونتريال العالمي يعد أول تجربة لنا بعد أدائنا المتواضع بالجزائر، غير أن ما شعرنا به ونحن نوقع بأدائنا هناك أننا في الطريق الصحيح، وأننا حققنا مرحلة من النجاح على الصعيد الفني، إلى جانب شعورنا بنفس آخر ونحن نغني أمام جمهور لا يعرفنا إلا القليل منه، وأعتقد أن التجربة ستدفعنا للبحث عن الأفضل والأجود من أجل تمثيل الجزائر في المحافل الفنية الأخرى· وماذا عن قصة أغنية ''البيرالصغير''؟ أغنية ''البير الصغير'' مستمدة من ألبوم ''كامليون'' الجديد المكون من تسعة أغاني قام بتأليف كلماتها وتلحينها أحسن أقران، إلى جانب أغنيتين مأخوذتين من التراث الجزائري· أغنية ''البير الصغير'' تحكي أحداثا عن فترة الطفولة التي يمر بها الإنسان أين سلطنا الضوء على البراءة وذكريات الزمن الجميل، كما تتحدث الأغنية عن كل شيء يوحي بالجمال رغم بساطته وصغر حجمه، والشيء الجميل في موضوع الأغنية أنها أثرت كلماتها في فئات مختلفة من الأشخاص· توجد على الساحة الفنية فرق تؤدي تقريبا نفس الطابع مثل ''جمعاوي أفريكا'' و''قناوة ديفيزيون''، هل تشعرون أنهم منافسين ل ''كامليون''؟ هدف ''كامليون'' الحقيقي هو تقديم أفضل الأغاني لجمهورها، ونعمل دائما على إمتاعهم وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، رغم وجود فرق أخرى تؤدي تقريبا الطابع نفسه، لكن هذا لا يمنعنا من أن ندخل والفرق الأخرى في منافسة شريفة لتقديم الأجود، وفي نهاية الأمر أجد أن كل من فرقة ''كامليون'' و''جمعاوي أفريكا'' تقدس الفن وتعمل على الرقي به لبعث الفن الجزائري من جديد· إلى ماذا تطمح فرقة ''كامليون''؟ نطمح للقيام بجولة غنائية عبر كامل التراب الوطني، لأن فرقتنا انحصرت في الوسط دون غيره من ولايات الغرب والشرق الجزائري، أما حلمنا الكبير فهو الوصول إلى باب العالمية وتعريف الجميع بأدائنا وطريقة أسلوبنا في الغناء· ''راينا راي'' و''عشاق الليل'' و''فرقة بوليفان'' من الفرق التي حققت حضورا يوما ما غير أن نجمها انطفأ فجأة، فماذا عن فرقة ''كامليون'' ؟ ربما كانت لهذه الفرق ظروفها الخاصة أجبرتها على التوقف، لكن هذا لا يمنع أنها ليست مدارس تركت إرثا وشهرة كبيرتين لا تزال آثارها محفورة في قلوب جمهور كبير، فقد رسخوا إرثا معنويا في ذاكرة الآلاف من الأجيال، وأعتقد أن ذلك يكيفنا شرفا كجزائريين أن نملك فرقة مثل ''راينا راي'' و''عشاق الليل''، فيما يخص ''كامليون'' سنعمل دائما على تقديم الأجود عبر ألبوماتنا وسيكون ذلك خير كتاب تتعلم منه الأجيال· ما هي المشاريع الجديدة للفرقة؟ نحن بصدد تحضير الألبوم الثاني حيث توجد أغاني انتهى مؤلف الفرقة من كتابتها وهي جاهزة، ننتظر دخول الأستديو لتسجيلها، كما أن الألبوم سيكون بنفس طابع الألبوم الأول لكن بنفس جديد·