قال حماري معلقا على جماعة ''تكتل الجزائر الخضراء'' الذين هدّدوا بالانسحاب من الانتخابات التشريعيات القادمة إذا شموا رائحة التزوير وسيتركون السلطة تواجه الشعب بمفردها، قال أتحداكم أن تفعلوها. قلت مندهشا·· تعتقد أن كلامهم للاستهلاك والترويج الإعلامي فقط؟ نهق نهيقا مخيفا وقال·· يجب أن تفهم شيئا مهما يا صديقي أن كل ما يتحرك فوق البساط السياسي يؤدي دوره فقط، وليس هناك من يتكلم من دماغه أو يفعل ما يقوله له رأسه، وأصحاب هذا التكتل هم أسبق من غيرهم معرفة بذلك. قلت·· هم يستغفلوننا إذن ويدعون العفة والنزاهة؟ قال ساخرا·· أرجوك دع هذه المصطلحات النظيفة جانبا على الأقل حتى يمر هذا الكرنفال السياسي، فلا مكان لها في أحاديثنا سواء تعلق الأمر بهذا التكتل أو بأحزاب أخرى فكلها تساوي نفس القيمة عن مولاها السلطان. قلت حائرا·· لماذا السلطة تتعب نفسها في ''توظيف'' هؤلاء وتسمح لهم بشتمها وسبها ووصفها بالمزورة والكاذبة والمضللة في حين يمكنها أن تكتفي بمن يبوس أقدامها ويثني عليها؟ تنحنح في مكانه وقال·· لقد وضعت يدك على الجرح، السلطة تحتاج أن تبين لنا بأن الأمور تسير على طبيعتها وأنها ديمقراطية وتأتي بأمثال أبو جرة سلطاني وتسمح لهم أن يشتموها حتى تقول لنا، أنظروا البلد بخير مادام هناك من يعارضنا ونحن نمد له اليد حتى يمارس السياسة ونساعده في دخول البرلمان طبعا برغبتنا ومع ذلك نتركه يندد بالتزوير وغيره. قلت·· تظن أن الأمور تسير بهذه الطريقة يا حماري؟ نهق من جديد وقال·· قلت لك أن كل شيء في الحياة لعبة ولعبة الانتخابات تقضي بهذا، إن قبلت بشروطها ستلعب مثلك مثل غيرك وتأخذ نصيبك من اللعبة وأنت فرحان وإن رفضت وتبطرت على القواعد فتحمّل مسؤوليتك لوحدك. قلت·· وهل قبل الجميع بشروط هذه اللعبة التي تبدو غامضة إلى حد بعيد؟ قال وهو يضرب بحافريه أرضا، ليست غامضة بالشكل الذي تراه، لها قاعدة واحدة احفظها على ظهر قلب وستنجح، القاعدة هي ''أمر طبق''.