التناحر الذي يحدث في ليبيا بعد أن هدم أبناؤها المعبد بما عليه لم يعد يثير فضول قنوات الفتنة التي انتهت مهمتها بسقوط الدولة وفتح الطريق أمام الناتو وعساكره، هذا ما جعل حماري اللعين يتوقف لحظة عند هذه النقطة· نهق نهيقا مخيفا وقال··· يقول الإمام الشعرواي إن الثائر الحق هو الثائر الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد، لكن أين كل هذا؟ قلت··· الفساد أم الأمجاد؟ قال بغضب··· أين هؤلاء الذين طبّلوا وزمّروا لهم؟ لماذا لا ينقلون الآن تناحرهم وصراعهم على السلطة؟ قلت··· لم يعد هذا شأنا من شؤونهم··· شأنهم الوحيد هو التأجيج وبعد أن تشتعل الحرب ويقضون على الحاكم ويفتحون الباب للغرب، يرفعون جبتهم وعمامتهم ويهربون· نهق وقال··· الأصح أن يتم إبعادهم لأن أدوارهم انتهت ولا يحق لهم أن يغرفوا من المصالح والأطماع· قلت··· كانت الأخبار التي تأتي من قطر تقول إن فرنسا سوف تعيد أعمار ليبيا وتهلل لساركوزي الذي أصبح بفضلها فاتحا يريد أن ينقل الديمقراطية والحضارة على ظهر دباباته إلى هؤلاء البدو الذين لا يعرفون طريقا لها· ضرب الأرض بحافرية وقال··· هاهي النتيجة تظهر أمامنا وساركوزي الذي لم يستطع إخراج بلاده من أزماتها الاقتصادية، لا يمكن له أن يعمّر ليبيا ولا غيرها··· كل ما يمكنه أن يفعل هو أن يستنزف بترولها وخيراتها على آخرها· قلت··· صحيح إن لم يُشمّر هؤلاء على ذراعهم فلا أحد يمكن أن يبني لهم بلادهم فليكفوا عن حرق بعضهم البعض فويل لأمة لا وطن لها· قال··· لو يخرجوا من همومهم الذاتية ليحملوا هموم الوطن الأكبر سوف يتخطون كل مشاكلهم لأنهم بذلك سوف يكون لهم هدف واحد لا خلاف عليه· قلت··· هدموا كل الدنيا حتى يتخلصوا من سلطة السلطان وإذا بهم أصبحوا أكثر من السلطان في طلب السلطة· قال غاضبا··· نسيان غاية المرء هو أكثر الأشكال الغباء انتشارا·