الذّكاء الاقتصادي، اللّغات الحيّة والطّاقات المتجدّدة، التخصّصات الجديدة في سوق العمل تهدف مراكز التكوين إلى افتكاك الاعتراف الدولي بشهاداتها، من خلال شراكتها الإستراتيجية مع الجامعات الدولية في أوروبا و الولايات المتّحدة الأمريكية، لمنح الكفاءة الجزائرية اعترافا دوليا بمهاراتها، وسط وجود حاجة اقتصادية ملحّة من قبل المؤسسات الاقتصادية، للتكوين المستمر لطاقتها البشرية، الّتي تعتبر استثمارا طويل الأمد، حسب آراء المشاركين في الطبعة الثانية للصالون الدولي للتكوين المستمر والمهارات· واعتبر المكلّف بالإعلام على مستوى المعهد الدولي للتسيير ''أنسيم'' كريم مطاهري، هذا الصالون فرصة للوقوف على مدى تطوير الكفاءة في سوق العمل، و أنّ مراكز التكوين من خلال سعيها المتواصل لتوفير المهارات المطلوبة في جميع المجالات، خاصة في المجال الاقتصادي، لديها مسؤولية كبيرة في تطوير الاقتصاد الجزائري، في ظلّ تمتّع المعهد بالمستوى الدولي، بفضل إمضاءنا لعقود تكوين مع الجامعات الأمريكية، الفرنسية و الأوروبية، ممّا يجعل شهادة المعهد معترف بها دوليا· وأضاف كريم مطاهري أنّ 70؟ من خريجي المعهد، يتم توظيفهم سنويا في الشّركات الاقتصادية، و أنّ ''أنسيم'' قام بإنشاء فرع لمساعدة الشّباب على خلق مؤسساتهم الخاصّة، في إطار ''أونساج'' و''كناك''، من خلال مساعدته في دراسات السوق والجدوى الاقتصادية للمشاريع، إلى جانب منحه فرصة للشّباب لتعلّم مهنة في اختصاصات التسيير والإعلام الآلي، للدخول فعليا إلى سوق العمل· في حين كشف المكلّف بالدّراسات بمعهد التكوين في الكهرباء والغاز لسونلغاز شافع نبيل، أنّ سونلغاز أعطت في 2012 أهمّية كبرى للتكوين في مجال التقنيات الجديدة في مجال الطّاقات المتجدّدة، بالتنسيق مع مركز تنمية التكنولوجيات المتطوّرة، و جامعة الهواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، وأنّ تنظيم مثل هذه المواعيد الاقتصادية، يعتبر قفزة نوعية في مجال الترويج لثقافة التكوين المتواصل واكتساب المهارات، و أنّ التكوين بالجزائر يتّجه أكثر نحو الاحترافية عبر إتّباع خطوات علمية ميدانية، لتأهيل الموارد البشرية· وأفاد شافع أنّ 95 بالمائة من الملتحقين بالمعهد هم من إطارات سونلغاز، و أنّ المعهد لديه شراكة قويّة مع المؤسسات الوطنية والأجنبية، و أنّ سونلغاز تسعى من خلال هذا التكوين إلى جعل طاقاتها البشرية في مستوى التغيّرات على الساحة الإقتصادية الوطنية والدولية· ويبقى المعهد الوطني لتطوير التكوين المتواصل، التابع لوزارة التكوين المهني والتمهين ينتظر صدور المرسوم القانوني الخاص بتحويله إلى ديوان وطني إلى جانب افتتاح فروعه في 48 ولاية في ,2012 حسب زوقاغ جمال الإطار بالمعهد الّذي يرى أنّ الطبعة الثانية للصالون الدولي للتّكوين المستمر والمهارات، جاءت لتؤكّد على زيادة الاهتمام بعنصر التكوين، كعنصر فعّال في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة· وألقت مديرة مركز ''إفام'' للتكوين في المناجمانت، شرفاوي ليلى، الضوء على دور مراكز التكوين في خلق الكفاءة بالجزائر، معتبرة أنّ مراكز التكوين هي من تزوّد القطاع الخاص بالكفاءة الّتي يبحث عنها، و أنّ هناك منافسة شرسة بين مختلف المراكز العاملة في سوق التكوين، من خلال تسجيل تطوّر في نوعية التّكوين على المستوى الوطني· وفي نفس الإطار، أكّدت المكلّفة بالإعلام على مستوى المعهد الوطني للإنتاجية و التنمية الصّناعية، التابع لوزارة الصّناعة و المؤسسات الصّغيرة و المتوسّطة و ترقية الاستثمار نادوري وردة، أنّ التخصّصات الجديدة على مستوى سوق العمل هي الذّكاء الاقتصادي، الّذي استحدث كتخصّص مؤخّرا بالمعهد، بناءا على طلب المؤسسات الاقتصادية، إلى جانب اللّغات الحيّة، و أنّ المعهد قد ساهم من جهة، بطريقة فعّالة بإلحاق الشّباب بسوق العمل، عبر توفير تكوينات تطبيقية، في مدّة صغيرة، مطلوبة لدى المؤسسات الاقتصادية، ومن جهة أخرى في ضمان الخبرة والمهارة المطلوبة لإطارات المؤسسات الاقتصادية· كما أكّدت على أنّ تنظيم مثل هذه التظاهرات الاقتصادية، فكرة ممتازة، لأنّه يجب أن يكون هناك تواصل مستمر بين المراكز التدريبية وعالم الشّغل، ليعرف الشّباب مختلف الفرص المتاحة لتقوية مهاراتهم، بالنّظر لوجود مشكل تشغيل حقيقي بالجزائر، يتطلّب تنظيم مثل هذه المبادرات، عبر توفير مراكز التّكوين لتكوينات تطبيقية، تقرّبه أكثر من المؤسسات الاقتصادية الوطنية والأجنبية ومن عالم الشّغل، في وقت قياسي·