في الوقت الذي أسدل فيه الستار على البطولات العالمية للأندية في مختلف البلدان، تستعد المنتخبات للدخول في المنافسات القارية والعالمية، حيث ستكون الأنظار بعد أسبوع مشدودة في أوروبا، حيث تجري بطولة أوروبا للأمم. فيما سيباشر منتخبات بقية العالم التصفيات التأهيلية لكأس العالم القادمة على منوال إفريقيا وأمريكا اللاتينية. وبعيدا عن كل هذه المواعيد المرتقبة، ما يزال الحديث عن الموسم الكروي المنقضي، خاصة ما تعلق ببعض الفضائح الكروية التي حدثت فيه على منوال التلاعب بنتائج المقابلات، الذي هز عرش الكرة التركية، أو المتابعات القضائية التي تجري حاليا في الوسط الكروي الإيطالي، وهي مؤشرات تكشف مدى التعفن الذي عرفته لعبة كرة القدم. وبعيدا عن التحقيقات الجارية حاليا في بعض البلدان، تبقى اللعبة في بلادنا غير معنية بما يحدث رغم كثرة الكلام عن التلاعب بنتائج المقابلات وشراء ذمم بعض الحكام، وهي القضايا التي تحدث عنها الفاعلون في الساحة الكروية وندد بها الذين ذهبوا ضحية ما جرى في الكواليس، كما لم تنفع التصريحات التي نشرت في الصحافة حول حدوث أشياء لا تمت للكرة بأي صلة، غير أن ذلك لم يحرك الضمائر ولم يدفع القائمون على اللعبة لفتح تحقيقات والنظر في الكوارث التي تحدث اليوم في البيت الكروي الجزائري. فعندما يصرح المعنيون بالأمر، بأن كل ما قيل لا يمكن التأكد منه في غياب الأدلة الدامغة، فهذا يعني ببساطة بأننا مازلنا بعد لم نهضم أن الظاهرة بإمكانها أن تزيد من متاعب كرتنا، ولا نملك الشجاعة الكافية لمواصلة واقع معيش، أصبح في حكم المؤكد أنه ينخر الوسط الكروي. إننا لا نستطيع استيعاب فكرة البحث عن الأدلة الدامغة ونحن لا نقدم على أي محاولة لنفض الغبار عن مهازل تقع في وضح النهار. وفي هذا المجال لا يعقل ألا نعطي أي أهمية لتصريحات يطلقها مسؤول حول تواجد تلاعبات لتحديد نتائج بعض المقابلات، فقبل أسابيع صرح أحد رؤساء الأندية، بأن فريق ما كان يطمح لنيل لقب البطولة اتصل به وعرض عليه فكرة تسهيل مهمة فريقه من أجل نيل نقاط ثلاث كانت ستنصبه بطلا بدون منازع، غير أن المفارقة المرة التي رافقت تصريح هذا الرئيس المحترم، هو أنه لا يريد البوح به في العلن، رغم تأكيده بأنه لم يدخل في اللعبة ولم يتنازل عند سلوك هذا الفريق الذي طلب منه هذا الأمر.