يبدو الآن أنه ليس هناك ما يخفى، طالما أن بعض مسيري الأندية الكروية الكبيرة عندنا باتوا يقبضون متلبسين أياديهم في محافظ نقودهم، يقدمون الرشوة أو يتعاطونها أو يشجعون على تكريسها ويساقون مكبلين إلى محافظات الشرطة للتحقيق معهم·· والأمثلة من خلال حادثة بجاية التي ضبط فيها رئيس فرع كرة القدم لمولودية باتنة متلبسا في واحدة من أقذر عمليات شراء الذمم، بهدف ترتيب نتيجة لقاء فريقه، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعطي مزيدا من الوقت لجماعة دالى ابراهيم في "الفاف" أو جماعة الدارالبيضاء في الرابطة الوطنية لكرة القدم , للضحك على الأذقان أو السعي لإخفاء الشمس بالغربال، طالما أن الأدلة دامغة والحجة قائمة لدحض أقوال كل أولئك الذين تحججوا دوما بغياب الحقيقة في كل ما يكتب أو يذاع أو يتردد في الشارع، و قالوا أن كرتنا بخير وهي لا تبدو كذلك، وحبذا لو أن كل هؤلاء كانت لهم شجاعة رئيس الجمهورية الذي قالها من الكويت كل شيئ عندنا بخير إلا (الفوتبول)، نعم، إنها جرأة لقد نبه رئيس الجمهورية إلى ذلك قبل اليوم وتحدث بمرارة عن واقع كرة القدم وعما يسوده من ممارسات ورشاوى، لكن أقطاب اللعبة من هيئات رسمية بدءا بالوصاية والرابطة والاتحادية، لم تحرك ساكنا· ولا شك أنه عندما تأتي الهمسة ولو في شكل مزحة من قمة هرم السلطة، ويتردد صداها في الملاعب ويتأكد حدس فخامته في الميدان، وتقبض الشرطة على مسؤولي اندية متلبسين بالرشوة ويتراشق بعض هؤلاء المسؤولين بالاتهامات ويقول العشرات من اللاعبين ممن لا تزال ضمائرهم حية، أنهم تعرضوا للابتزاز، ويأتي التراخي من الهيئات المكلفة بملف كرة القدم، فالاكيد أن مسؤولى اللعبة عندنا إما مجانين أو هم صراحة لا يتقيدون بقانون ولا بتوجيهات أو نصوص أو مراسيم مهما كان مصدرها وقوتها، وهم بمثل هذا المنطق خارجون عن القانون، طالما أنهم يتلاعبون بالمال العام الذي تغدقه عليهم الخزينة العمومية، فيسخرونه لشراء الذمم وترتيب النتائج· ومن هنا لابد من طرح هذه الاسئلة على كل الفاعلين في قطاع كرة القدم، وفي مقدمتهم الوصاية و"الفاف" والرابطة الوطنية لكرة القدم··· فهل هناك فضائح أكبر من تلك التي فجرها لقاء أولمبي العناصر مولودية وهران، وهل هناك أقذر وأسوأ مما حدث على شاطئ تيشي في قضية جماعة مولودية باتنة، وهل تفاعلتم مع ما جاء في تصريحات بعض مسؤولي الكرة الباتنية في أعقاب قمتهم المحلية بين المولودية والشباب، وهل حاولتم التدقيق في كل ما دار من لغط في أعقاب قمة قسنطينة بين الموك والسنافير، والاسئلة كثيرة وخطيرة يا "فاف" ويا رابطة ويا وزارة ؟ هناك من فكر في رمي المئزر ولو من باب تبرئة الذمة مما يحدث؟ أسئلة تبحث عن أجوبة، فهل من جريئ للرد عليها أم نترك العدالة تأخذ مجراها ، وكأن ما حدث لعبة عيال لا تعني وزارة أو "فافا" أو رابطة؟