اندلعت مواجهات بين القوات الحكومية السورية ومسلحين في ريف دمشق، وفي مناطق أخرى من البلاد، في حين تشهد العاصمة دمشق، إضرابا احتجاجا على الحملة العسكرية والأمنية، بينما بات عناصر بعثة المراقبة الدولية في سوريا، منتشرين في ثماني مدن، ويتوقع أن تشمل مهمتهم ثلاث مدن أخرى. وأفادت عدة مصادر إخبارية بأن مدينة حرستا في ريف دمشق، شهدت صباح أول أمس، إشتباكات بين عناصر من الجيش النظامي ومسلحين، دون أن ترد أنباء عن سقوط قتلى، وسمع خلال المواجهات دوي انفجارات وأسلحة ثقيلة. كما شهدت مدينة كفربطنا، إطلاق نار كثيفا من الحواجز التابعة للجيش السوري، وتلقى الأهالي تهديدات بحرق المحلات التجارية، تلاها دخول تعزيزات أمنية كبيرة مدعومة بالدبابات لمحاولة كسر الإضراب في المدينة. وتأتي تلك المواجهات بعد مرور أقل من 24 ساعة، على انتهاء المهلة التي حددتها ''القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل'' للنظام السوري لوقف العنف، بسبب تنصله من خطة المبعوث العربي الدولي كوفي عنان. وقال الناطق باسم الجيش السوري الحر قاسم سعد الدين، أول أمس، إن الجيش سيستأنف ''عملياته الدفاعية'' بعد انتهاء المهلة، مضيفا أن ''خطة عنان فشلت''. وتابع ''لن نشن هجمات لأننا لا نريد أن يشار إلينا بأننا مسؤولون عن فشل خطة السلام''. وفي تطورات ميدانية أخرى، اقتحم الجيش السوري بلدة دوما، منذ الصباح الباكر وسط إطلاق نار كثيف وقصف عشوائي، في حين تشهد البلدة إضرابا شاملا. في غضون ذلك، يتواصل في دمشق الإضراب الذي بدء منذ عدة أيام، ويعد تطورا هو الأول من نوعه منذ بدء الثورة في سوريا، في منتصف مارس .2001 وفي اليوم الرابع للإضراب، أقفلت أسواق الحميدية وباب سريجة ومدحت باشا والمنطقة الصناعية أول أمس، كما شاركت أحياء القابون والميدان وبرزة والتضامن في الإضراب احتجاجا على الحملة العسكرية الأمنية. في غضون ذلك، قال قائد عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة هيرفيه لادسو، إن المراقبون الدوليين باتوا موجودين حاليا في ثماني مدن سورية، وقريبا سيكونون في 11 مدينة.