يشتكي المواطنون المقيمون بمختلف بلديات ولاية تيزي وزو من الغزو المكثف لحشرة الناموس التي نغصت حياتهم جراء ما تتسببه من مخاطر على صحتهم، حيث حمّلوا السلطات المحلية مسؤولية انتشار هذه الحشرة والمعاناة الكبيرة التي يتكبدونها لتأخرها في عملية القضاء على هذه الحشرة عن طريق حملات الرش بالمبيدات. تعد المعاناة الكبيرة التي يتكبدها سكان مختلف مناطق ولاية تيزي وزو لاسيما التابعة منها للناحية الجنوبية المترتبة عن الانتشار غير العادي لحشرة الناموس من أكبر المشاكل التي أرقت حياة السكان لاسيما خلال هذه الفترة التي تشهد درجة الحرارة ارتفاعا لم يسبق لها وأن عرفته الولاية، حيث وحسبما أكده السكان في تصريحاتهم ل بالجزائر نيوزا، فإن هذه الحشرة غزت منازلهم وبأعداد كثيفة إلى حد جعل المكوث فيها، وبالخصوص في الفترات الليلية، أمرا مستحيلا نظرا للإزعاج الكبير الذي تتسببه عن طريق لسعاتها الحادة التي في غالب الأحيان تكون ذات خطورة شديدة على صحتهم لاحتمال تعرّضهم لأمراض وأوبئة قد تكون هذه الحشرة سببا في تنقلها، فضلا كذلك عن أنها تترك عاهات وتشوهات في الجسم. وفي السياق ذاته، أضاف السكان إن عملية القضاء على حشرة الناموس بالاعتماد على بعض المبيدات لم تعد تجد نفعا في ظل كثرة أعدادها، وهو الأمر الذي دفع بهم خاصة المقيمين منهم في المناطق النائية كالقرى والمداشر لانتهاج طرق تقليدية وبدائية للتخلص منها كإضرام النيران بالقرب من سكناتهم للقضاء عليها بالدخان المتصاعد منها، إلا أن هذه الوسيلة -على حد تعبيرهم- هي الأخرى تبقى غير نافعة وتخلف أجواء خانقة لا تحتمل. على صعيد آخر، يعتبر المواطنون المقيمون بالقرب من مجاري المياه المستعملة، وكذا المفرغات العمومية من أكثر الفئات عرضة لأخطار حشرة الناموس التي تتخذ من هذه الأماكن موقعا لتجمعها وتكاثرها، ما يجعل عملية مقاومتها أمرا مستحيلا. وفي السياق ذاته، عبّر سكان مدينة تيزي وزو التي لا تزال تغرقها كميات هائلة من الأوساخ المتجمعة بها بعد الإضراب الذي شنه أعوان البلدية، وكذا أصحاب شاحنات جمع النفايات، عن استيائهم من غزو الناموس لبيوتهم، الذي اتخذ من هذه الأوساخ ملجأ لتجمعه وانتشاره بشكل غير عادٍ في مختلف أحياء وأزقة المدينة. وفي سياق آخر، وجه سكان الولاية أصابع الاتهام إلى السلطات المحلية وراء غزو هذه الحشرة لبيوتهم، حيث تأخرت في تجسيد عملية القضاء على هذه الحشرة عن طريق حملات الرش بالمبيدات التي من المرتقب أن تشرع فيها نهاية شهر مارس الماضي من أجل القضاء عليها، خصوصا أنه الشهر الذي يتزامن مع فترة تكاثرها. من جهة معاكسة، أكد مصدر مقرب من المجلس الشعبي لبلدية آيت يحيى موسى، أن التأخر المسجل في حملات الرش بالمبيدات للقضاء على الناموس على مستوى مناطق البلدية هذه السنة، ترتب عن الإضراب الذي شنه أعوان البلديات، ما تسبب في عدم تجسيدها في وقتها المحدد، مؤكدا أن مصالحه سطرت برنامجا استثنائيا لتدارك هذا التأخر، وستشرع قريبا في حملات الرش، وهي العملية -على حد تعبيره- ستمس بالدرجة الأولى قرى البلدية خصوصا الواقعة منها بالقرب الغابات التي تعد أشجارها والحشائش المنتشرة بها مكانا لتجمع حشرة الناموس.