تجاوزت نسبة العجز المسجل بقسم السرطان بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة عتبة ال 500 في ما يتعلق بطاقة استقبال الأدوية، المعدات وكذا الآلات التي تستعمل في علاج المرضى الذين يتوافدون يوميا من 17 ولاية شرقية على المركز الوحيد الذي يعاني من وضعية كارثية، أقل ما يوصف به أنه يصلح لكل شيء إلا لأن يستقبل به مرضى يعدّون الأيام الأخيرة من حياتهم.. ''هذه الوضعية ليست وليدة الساعة بل تعود لسنوات مضت ولا تزال مستمرة إلى حد الآن وبالرغم من الشكاوى والرسائل التي رفعت للجهات المختصة والوزارة الوصية إلا أن لا أحد أعار المرضى وأهاليهم أي اهتمام''، هكذا خاطبنا أحد العمال والذي يزاول عمله بالمصحة منذ 10 سنوات، حيث أكد أن قسم مرضى السرطان يعد من بين النقاط السوداء بالمستشفى أولا، لأن من يطلبون خدماته ميؤوس منهم وبالتالي اهتمام المسؤولين منصب على باقي الأقسام، يضاف لذلك العدد الكبير من المرضى الذين يزورنه يوميا حيث يصل العدد في كثير من الأحيان إلى 70 أو80 حالة في اليوم الواحد، بينما لا تتعدى بطاقة الاستقبال به ال 20 سريرا، ناهيك عن قلة الوسائل والنذرة الدائمة في الأدوية في وضعية أضاف ذات المتحدث أنها تضطر المرضى اللجوء إلى الصيدليات للحصول على ما يحتاجونه من أجل المعالجة في حين القوانين تنص على أن الحصول عليها مجانا من المستشفى. وقضية الدواء في القسم تعد من بين النقاط التي لم تجد طريقها للحل منذ سنوات، حيث أنه وبالرغم من تغير الأجهزة الإدارية للمستشفى عامة وقسم مرضى السرطان بصفة خاصة، إلا أن المشكل بقي مسجلا وبحدة كبيرة بالرغم من أن الميزانية المخصصة لتوفير ماهو مطلوب لمعالجة مرضى المصحة تقدر بأزيد من 80 مليار سنويا، مثلما ذكره المكلف بالاتصال على مستوى المستشفى عزيز كابوش، والذي أضاف بأن معاناة المرضى ستنتهي عن قريب بعد استلام المركز الجديد الذي قاربت الأشغال به على نهايتها حيث سيكون الأول من نوعه بالجزائر ومن شأنه استيعاب العدد الكبير من المرضى وتوفير أحسن الخدمات لهم خاصة وأنه سيزود بأحدث المعدات. هذا، ويعد غياب الأطباء المختصين من بين المشاكل التي يواجهها المرضى كذلك، حيث أن القسم يتوفر على طبيب مختص فقط وعدد محدود من الممرضين بمعدل ممرض لكل 20 مريضا في الفترة الصباحية وممرض للجميع خلال فترة المناوبة الليلية، يضاف لذلك عدم قدرة المخبر الذي تتوفر عليه المصحة على استيعاب العدد الكبير من الطلبات على التحليل وهو ما يضطر بعض المرضى إلى إجرائها في الخارج بأثمان باهضة ومنهم من يضطر للانتقال إلى العاصمة بغرض ذلك. هذه المشاكل وغيرها لم تخل من كلام بعض أهالي المرضى الذين تحدثنا إليهم وعبروا عن استيائهم من الوضعية الكارثية التي يعاني منها مرضاهم بسبب ضعف هياكل الاستقبال وعدم الصلاحية الموجودة، إلى جانب تردي الخدمات في وضعية أجمعوا على أنها تزيد من عناء المريض ولا تخفف عنه ودعوا القائمين على قطاع الصحة إلى التدخل بسرعة ووضع حد لما هو حاصل بالقسم كما طالبوا بالتحقيق في مشروع المركز الجديد الذي كان من المنتظر أن يتم استلامه مع نهاية سنة 2010 إلا أن ذلك لم يحدث إلى اليوم.