تراوحت آراء الشارع الجزائري بين متشائم ومتفائل بالشبكة البرامجية للقنوات التلفزيونية الجزائرية الخاصة والعمومية، فبين من يؤكد أن شهر رمضان الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام قليلة سيكون مميزا بتواجد التلفزيون الجزائري والقنوات الجديدة على غرار قناة ''الجزائرية'' و''الشروق تي في'' و''النهار تي في''، حيث اعتبر المستجوبون أن هذا التنوع سينعكس بالإيجاب على خيارات المشاهد، ما يجعله يتنقل بين قناة وأخرى، وبين البرامج الجزائرية التي تعكس حال المواطن الجزائري وخصوصياته دون اللجوء إلى القنوات الأجنبية، خصوصا القنوات العربية التي كانت الملاذ الوحيد بعد التلفزيون الجزائري. في المقابل، اعتبرت فئة أخرى، وفي مقدمتها صاحب مقهى بأحد أحياء وسط العاصمة، أن التلفزيون الجزائري وحتى القنوات الخاصة لن تكون قادرة على تقديم برامج تكون في مستوى تطلعات المشاهد الجزائري خاصة العائلة الجزائرية، وبرر المتحدث موقفه هذا بنقص الخبرة لدى القنوات الجديدة مقابل عدم نزاهة التلفزيون الجزائري في تعامله مع الفنان الجزائري، مستذكرا بعديد الوجوه التي غيبها التلفزيون الجزائري على غرار مصطفى غير هك وحكيم دكار وبختة وسليمان بخليلي... وغيرهم من الوجوه التي كانت تتمتع بشعبية كبيرة لدى المجتمع الجزائري. في السياق ذاته، قال الطالب الجامعي عبد الحميد إن المشكل لا يكمن في تنوع البرامج وتعددها بقدر ما هو متعلق أساسا بالمضمون الذي مازال -حسبه- دون المستوى. من جهته، يرى الشيخ صالح أن مردود التلفزيون الجزائري بصفة عامة، دون أن يخوض في الحديث عن القنوات الجديدة، قد تراجع بصفة كبيرة مقارنة بسنوات السبعينيات والثمانينيات وحتى -حسبه- سنوات التسعينيات شهدت بزوغ العديد من أعلام الفكاهة الجزائرية التي أضحكت الناس وأدخلت البهجة في قلوبهم لسنوات طويلة، غير أن أيادٍ طويلة غيبتهم وأزاحتهم عن المشهد التلفزيوني الجزائري. في النقيض، يرى الشاب منصف أن الاحتكار السمعي البصري سقط وصار الآن المشاهد الجزائري يملك قدرة اختيار ما يلائمه من البرامج التلفزيونية والقنوات التلفزيونية عكس ما كان عليه الحال في وقت سابق، وحتى إن توفرت كل قناة تلفزيونية على برنامج متميزة سيسمح ذلك للمشاهد بالانتقال بين البرامج ومشاهدة ما يستجيب لأذواقه. فئة النساء، وفي عينة ترى كاميلية التي لم تتجاوز من العمر ال 30 سنة أن ضالة النسوة تبقى دائما في الدراما السورية والمصرية في انتظار إنتاج تركي يتلاءم وما يتميز به شهر رمضان الكريم، مؤكدة في السياق ذاته أن الدراما الجزائرية لا تزال ضعيفة وغير قادرة على وضع إنتاج قادر على تحويل توجه الجزائري إلى ما هو غير جزائري. أما بالنسبة للسكاتشات، فالجميع أكد التزامه بمتابعة ما هو جزائري حتى وإن كان دون المستوى المطلوب، فهي -حسب آراء الشارع الجزائري- تبقى وفية لتقاليدها وتنقل الواقع المعيش بطريقة فكاهية، وإن لم تتوافر فيها الفكاهة فقد تتوافر على العبرة.