ساعات قليلة تفصلنا عن المواجهة المصيرية التي تنتظر منتخبنا الوطني بنظيره الليبي في إطار مواجهة فاصلة ستسمح للفائز بها من حضور العرس الكروي الإفريقي 2013 بجنوب إفريقيا. ورغم ما قيل عن مقابلة الذهاب التي ستجري بالمغرب بدلا من ليبيا بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في هذا البلد إلا أن حظوظ كل منتخب ستلعب فوق الميدان في انتظار مقابلة العودة بالجزائر. وتبعا لذلك فإن التكهن بالنتيجة التي سيؤول إليها اللقاء يبدو سابق لأوانه لعدة اعتبارات منها أن كل تشكيلة تملك من الأسلحة التي تعتزم توضيفها من أجل كسب الجولة الأولى التي تحدد إلى حد كبير مصير كل طرف، ناهيك عن الطموح الذي يراود البلدين في كسب التأشيرة والانضمام إلى مصاف كبار القارة الإفريقية. غير أن ذلك لا يأتي إلا من خلال المردود الذي يقدمه الفريقان، وإذا كانت أوضاع المنتخب الليبي تبدو أكثر حساسية باعتباره سيكون مجبرا على لعب المقابلة خارج ميدانه قبل أن ينتقل إلى الجزائر، فإن الوضع غير ذلك بالنسبة لمنتخبنا الوطني الذي سيدخل هذا اللقاء من دون بعض ركائزه المصابة على منوال قلبي الدفاع مجيد بوقرة وبوزيد وبدرجة أقل مجاني الذي أحس بأوجاع على مستوى البطن خلال اليومين الأخيرين، وهو ما يجعل وسط دفاعنا شبه مشلول رغم وجود العائد حليش وبلكلام، فيما ستكون مهمة المدافع الأيسر مصباح جد صعبة باعتباره يشكو من نقص المنافسة وكذا الظروف التي مر خلال فترة الميركاتو، مما يجعل مردوده متوقف على مدى قوة ذهنيته وتحضيره البسيكولوجي، والحال لا يختلف كثيرا على مستوى الجهة اليسرى التي يتواجد بها مهدي مصطفى الذي لا يشكو من نقص المنافسة لكن مردوده في الخرجات الأخيرة مع الخضر لم يكن مستقرا، الأمر الذي قد يدفع بالمدرب حليلوزيتش إلى الاعتماد على اللاعب حشود. وإذا عرجنا على مركز حراسة المرمى فإن الغموض يبقى سيد الموقف طالما وأن معالم الحارس الأساسي الذي سيوظفه حليلوزيتش غير واضح، خاصة ما تعلق بالحارس مبولحي الذي يعاني نقص المنافسة باعتباره لم يلعب منذ شهر جوان الماضي. ولئن كان المدرب الوطني قد أثنى مؤخرا على إمكانات هذا الحارس فإن المغامرة به تبدو صعبة للغاية وبالتالي فإن الاعتماد على حارس آخر مثل دوخة الذي يوجد في أحسن أحواله قد تكون الحل الأخير للمدرب. أما بالنسبة لخط الوسط فإن الوضع يختلف لأن الخيارات كثيرة أمام الناخب ونفس الأمر بالنسبة لخط الهجوم، والنقطة التي تبقى غامضة هي كيفية تعامل حليلوزيتش مع الفرديات الموجودة على مستوى الوسط أو الهجوم، وهذا تبعا للخطة التكتيكية التي يعتزم توظيفها وكذا الحالة البدنية والنفسية التي يوجد عليها كل عنصر، والأكيد أن عناصر مثل لحسن، فيغولي، سوداني، قديورة، جبور، ستكون بمثابة مفاتيح هامة في يد المدرب بهدف تحقيق نتيجة إيجابية قد تضمن للجزائر نصف التأشيرة. وفي هذا الإطار لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نقلل من شأن المنتخب الليبي الذي أبان خلال خرجاته الرسمية أو الودية عن إمكانات كبيرة وبرهن لاعبوه على حسن تعاملهم مع مثل اللقاءات الهامة على شاكلة الداربي الذي يجمعهم بالمنتخب الجزائري، ويكفي في هذا المجال العودة إلى التصريحات التي أدلى بها المدرب الليبي ولاعبوه حيث أكدوا عزمهم على خطف التأشيرة من منافسهم، وأنهم يملكون كل الإمكانات ويعرفون جيدا نقاط ضعف رفاق فيغولي، ومهما يكن من أمر فإن ال 90 دقيقة هي التي ستكون الفيصل في هذه المواجهة الواعدة.