وجّه الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم انتقادات لاذعة وبطريقة غير مباشرة للجنرال المتقاعد خالد نزار، الذي اتهمه في تصريح سابق له بأنه وراء قرار توقيف المسار الانتخابي في 1992 قائلا “نرفض ولا نقبل تحميلنا أخطاء غيرنا، ومراحل لم نشرك فيها ولم يُصغَ فيها لصوتنا". وذهب الأمين العام للأفلان في انتقاده للجنرال المتقاعد إلى حد التذكير بأحلك السنوات التي مرت بها الجزائر في عز المأساة الوطنية عندما قال “إن الفترة ما بين 1992 إلى غاية 1994 كانت الجزائر لا تملك من العملة الصعبة في البنك الوطني ما يفي استحقاقات الديون، وكانت تبحث عن وديعة لوضعها في البنك، وكانت ترجو البنك العالمي من أجل الحصول على ديون، ولم يكن الأفلان وقتها في الحكم وكانت الجزائر تتفاوض من أجل إعادة الديون، ولكن الجزائر اليوم وبفضل الحكم الراشد للأفلان بأغلبية في المجالس سددت كل ديونها، والمفارقة أن البنك العالمي أصبح اليوم هو من يطلب الاستدانة منها". وأضاف عبد العزيز بلخادم في تدخله أمام المشاركين في افتتاح الجامعة الصيفية للحزب بتيبازة، أمس، التي تدوم 3 أيام، أن الجزائر نجحت بفضل مؤسساتها وخاصة الجيش وأسلاك الأمن والمتطوعين في مقاومة الإرهاب الأعمى وشل قدراته على التخريب والتدمير، مما أتاح المناخ والجو لتجفيف منابعه وإفشال مخططات توسيعه، فكانت مبادرات قانون الرحمة والوئام المدني وأخيرا المصالحة الوطنية التي أسكتت آلاف الأسلحة وأرجعت الآلاف إلى جادة الصواب والتوبة عن محاربة الدولة والشعب، والفضل في ذلك يرجع إلى الأفلان وإلى رئيس الجمهورية". كما اتهم الأمين العام معارضيه داخل الأفلان بتسريب إشاعة وفاة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إلا أنه بعد 72 ساعة، ظهر الرئيس في التلفزيون وهو يقوم بنشاطه الرئاسي بطريقة عادية، كما هو الشأن بالنسبة لإشاعة استقالة الأمين العام من منصبه، ولكنه يقف مسؤولا في الحزب. وأشار مسؤول الأفلان إلى أنه كلما زادت محاولات هؤلاء لزعزعة استقرار الحزب، زاد رصيد الأفلان من الانتصارات، مؤكدا على أن الأفلان سيكون القوة الأولى في الانتخابات المحلية القادمة كما كان الأمر في التشريعيات الفارطة، واعتبر بلخادم فوز الجبهة في الاستحقاقات الوطنية التي تصادف الذكرى الخمسين للاستقلال بأنها رسالة قوية من الشعب بأن الأفلان هو القوة الأولى في البلاد، في الوقت الذي تشهد فيه الدول المجاورة والعربية سقوطا للأنظمة تحت ما يعرف بالربيع العربي. كما أعلن مسؤول الأفلان دعم حزبه للوزير الأول عبد المالك سلال لأنها حكومة معينة من رئيس الجمهورية الذي هو رئيس الأفلان، وطبقا لروح التعديل الدستوري الأخير، فهي تحظى بثقة الرئيس، وقد برر المتحدث أمام 600 مشارك في أشغال الجامعة الصيفية، وبحضور 250 عضو من اللجنة المركزية، حسب ما تم الإعلان عنه من قبل القائمين على تنظيم الأشغال، دعمه لحكومة سلال قائلا “نحن موجودون داخلها بقوة ومطمئنون لنهجها وبرنامج عملها الموجه والمطابق لإرادة وتوجيهات رئيس الجمهورية"، وأضاف بأنه لا يغيب على بال واهتمام المتتبعين والملاحظين أن خطة التنفيذ التي يحضرها الوزير الأول التي لا تحيد ولا تعارض ولا تنزلق عن مضمون المخطط الخماسي الرئاسي 2010 - 2014 الذي كان محل دراسة وتمحيص وموافقة والتزام خاصة في حملتنا الانتخابية في تشريعيات ماي الماضي. وإن كان الأفلان، حسب الأمين العام، وبالنظر للاعتبارات السابقة، يدعم حكومة سلال فإنه لا يخفى على أحد بأن عمل الحكومة بكل أشكاله يبقى خاضعا لموافقة ورقابة السلطة التشريعية، أي ممثلي الشعب من قوائم الحزب في البرلمان.