أحصت مصالح الطب الشرعي بمختلف المستشفيات على مستوى الوطن، أزيد من 10 آلاف حالة اغتصاب راحت ضحيتها نساء من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، تقدمن إلى الجهات المختصة من أجل الخضوع للتحاليل والفحوض الخاصة، حسب ما صرح به البروفيسور عبد العزيز بن حركات رئيس مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة. أضاف المتحدث ذاته في ندوة صحفية خاصة بالأيام الدراسية حول الإدمان على المخدرات والعنف الجنسي، إن هذا الرقم لا يعكس الكم الهائل للحالات التي تتعرض للعنف الجنسي، حيث أن السواد الأعظم من الضحايا يفضّلون السكوت والتستر خوفا من الفضيحة خاصة الحالات التي تقع في الوسط العائلي، مؤكدا أن 50 بالمائة من الحالات المسجلة على مستوى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى ابن باديس خلال الفترة الممتدة بين 1995 و2006 كان وراءها محارم ارتكبوا جرائم جنسية في حق أفراد من عائلاتهم العم والأب، أما الضحايا فينحدرون من فئات عمرية غير محددة حيث لم يسلم من العملية حتى الأطفال في سن الخامسة. البروفيسور حركات، وفي السياق ذاته، حذر من كارثة أخلاقية وصحية باتت تهدد المجتمع الجزائري، وقال إن التستر على حالات الاغتصاب والممارسات الجنسية لا يقتصر على الفضيحة فقط، بل كان له انعكاس كبير على انتشار العديد من الأمراض الخطيرة والمستعصية بداية بداء السيدا، إلى جانب أمراض معدية كثيرة على غرار السل والتهاب الكبد الفيروسي دون الحديث عن الحمل غير الشرعي الذي أصبح أمرا عاديا في مجتمعنا، وأصبح يخلف الآلاف من الأطفال مجهولي النسب والذين يتم رميهم هروبا من المسؤولية وعادات مجتمعنا الذي لا يرحم. وبلغة الأرقام، أضاف المتحدث ذاته بأن عدد حالات الاغتصاب التي تم تسجيلها السنة الماضية وطنيا تجاوز ال 12 حالة راحت ضحيتها نساء وبنات في مقتبل العمر، وأن متوسط الحالات المسجلة تراوح بين 300 و400 حالة على مستوى كل الولاية بما فيها قسنطينة التي أحصت بها مصالح الطب الشرعي 354 حالة. أما فيما يتعلق بالأيام الدراسية التي سيتم تنظيمها يومي ال 7 و8 من الشهر الجاري حول الإدمان والعنف الجنسي، ذكر المتحدث ذاته أن الهدف منها سيكون من أجل خلق جو توعوي وتحسيسي سيحضره العديد من الدكاترة والمختصين على مستوى الوطن على أن يتم نقله وتقريبه من المواطن البسيط وفق سياسات توعوية سيتم تدارسها خلال الأيام القادمة من خلال الاستماع لاقتراحات جميع المشاركين، داعيا في السياق ذاته الجميع إلى الالتفاف لمواجهة مثل هذه الظواهر التي باتت تنهش مجتمعنا علنا فيما يتعلق بالمخدرات وفي صمت بالنسبة لحالات الاعتداء الجنسي التي تروح ضحيتها ما بين 30 و40 امرأة يوميا على مستوى الوطن.