سمعت أحد الذين “وجعهم قلبهم" مما حدث في الانتخابات المحلية الأخيرة يقول، الطامة الكبرى إذا كانت النتائج المعلن عنها من طرف وزارة الداخلية صحيحة، وأن التزوير لم يكن له دخل في النسبة المحققة. فكرت لبرهة في هذا الكلام وقد أحسست بكمية كبيرة من الدم تطلع إلى رأسي حتى أصابني دوار شديد، إذا كان هذا الكلام صحيحا فمعناه أننا نحتاج إلى سنوات ضوئية حتى نستعيد رشدنا السياسي ونتعلم كيف نفرق بين الغث والسمين. ومعناه أن الشعب مازال يسير مثل قطيع النعاج التي تمشي في كوكب واحد وإن خرج أحدها على الصف ضربه الراعي حتى يعود ويلتحق بأصحابه. كم هي مؤسفة هذه الصورة إذا أسقطناها على شعب ما زال يكرر الرداءة ويمارس حقه الانتخابي بهذا الغباء المعلن. أنا لا أريد أن أفكر بأن نتائج الانتخابات صحيحة و أهوَن علي أن أعرف بأن أصواتنا سُرقت على أن يكون فوز الأفلان هو فوز حقيقي لحزب كبير جدا لا يمكن أن ينهزم من طرف الضباع الصغيرة التي استقدمت لتمييع المشهد السياسي وبإمكانه أن يخدم المصالح العليا للبلاد وغيرها من الخزعبلات السياسية التي عهدنا سماعها مباشرة بعد كل اقتراع. هذه الصورة تجعلنا نقارن بين ما يحدث في مصر الآن من غضب وشجب واعتصام من أجل حماية السلطة القضائية من الدكتاتورية وبين ما يحدث عندنا من خضوع وخنوع واستسلام يظهر الكثير من عدم الوعي إذا كانت النتائج فعلا صحيحة ويظهر الكثير من الجبن والخوف إذا كان التزوير سيد الجميع.