ظهرت نتائج الانتخابات، ولا يهم هنا إن ظهر معها الحق أو الباطل، ولكن ما ظهر واضحا وجليا للأعمى والبصير على حد سواء هو مستوى ممارسة الغباء على أنه سياسة لدى الأحزاب التي عودت مناضليها على العويل بٌعيد كل نتائج انتخابات، والأمر لا يتعلق بالانتخابات التشريعية الماضية أو المحلية، ولكنه يتعلق بكل الانتخابات منذ التعددية السياسية في الجزائر، لأننا نسمع الأسطوانة نفسها من الأحزاب نفسها ومن نفس الأشخاص أيضا والأسطوانة بنفس اللحن والمواويل، وهي أن الإدارة قامت بتزوير واسع في الانتخابات، وإن كان ثمة تزوير بكل هذه الطريقة المكشوفة فإنه يتعين على هذه الأحزاب التي تمارس البكاء المستمر والعويل الطويل أن تغير الرؤوس فيها ، بما أن هذه الرؤوس لم تستطع أن تتصدى للتزوير رغم أنه يحدث منذ عقدين، وإن كانت الانتخابات مرت بشفافية ونزاهة فعلى رأس هذه الأحزاب أن يسقط أيضا بما أن رؤوس الأحزاب فشلت في تسيير الأحزاب وضمان الصدارة، كديدن الأحزاب العريقة في الديمقراطية لدى الدول المتقدمة التي يقدم رؤسائها استقالتهم عقب كل هزيمة معتذرين لمناضليهم، لكن عندنا العكس هو الصحيح حيث يستقيل المناضلون من أحزابهم ويتوجهون إلى أحزاب أخرى ربما يمكنهم أن يجسدوا أفكارهم، وأمام هذا الغباء في ممارسة السياسة لم يتبق سوى أن نقول لهذه الأحزاب انتهى الدرس.