مراح جمال، هو هذا المثال الحي ليقظة الضمير، وللشجاعة التي يجب أن نشجع على الإقتداء بأصحابها ,مراح جمال، هو من هذه الوجوه النادرة والشهمة التي جعلت من قضية التبليغ عن الفساد والمفسدين معركته الحقيقية، وعندما فتحت له “الجزائر نيوز" صفحاتها هدفنا من وراء ذلك، أن نثمّن مثل هذا الوعي، وهذه الشجاعة الجميلة التي نحن في أمسّ الحاجة إليها من أجل الصالح العام، ومن أجل جزائر لا نريد لها أن تركع للمفسدين خدام المستبدين والطغاة.. ونتذكر عندما فجرنا قضية الطريق السيار تلك الوجوه الصفراء والمرعوبة التي كانت تشفق علينا لأننا تجرأنا على قول ما لا يراد له أن يقال، وتلك الأصوات المثبطة والطماعة والساقطة.. التي كانت تحاول أن تثنينا عن قول الحقيقة وكشف المفسدين أمام الرأي العام الوطني.. ولقد ذهب البعض إلى القول لنا بلا جدوى التعرض إلى قضايا الفساد بدعوى أن المفسدين لهم كل الدعم والقوة من وراء ستار وأنهم سيبقون في مناصبهم ويا جبل لا تحركك ريح.. لكن ألا يعلم هؤلاء بأن صمتهم وسكوتهم أمام المنكر هو شراكة في الفساد، ومسؤولية أمام الله، في الدار الدنيا وفي الآخرة، إن كان هؤلاء من المؤمنين.. ومراح جمال، هو هذا المثال الحي ليقظة الضمير، وللشجاعة التي يجب أن نشجع على الإقتداء بأصحابها، إنه يستحق أكبر الأوسمة وأرقاها لأن فتح الطريق أمام كل الوطنيين الحقيقيين من الصادقين ومن بنّاء الجزائر الحية، الجزائر المتجهة قدما نحو المستقبل.