في الوقت الذي تنشغل فيه السلطة بالانقلابات الحزبية وقطع رؤوس الزعامات التي تراها لم تعد مناسبة للمرحلة الحالية وأصبحت السياسة هي الشغل الشاغل للجميع بما فيهم الوزراء الذين من المفترض أن يكونوا على رأس قطاعاتهم، لم يجد المواطن من يقف معه سوى المواطن ودليل ذلك ما يفعله ناس الخير، هؤلاء الشباب الذين تحوّلوا إلى ترقيع ما تفسده الدولة بسوء تسييرها. نهق حماري معلقا... ما حك ظفرك سوى جلدك ولا يفهم الشعب سوى الشعب مثله، أما الحكومة والسلطة والدولة فهي تكتفي بالتخياط والتخلاط السياسي. قلت ساخرا... إذا يجب أن ننصب نحن جماعة ناس الخير الذين يقومون بحل مشاكل المواطنين من معوزين وفقراء في مكان هذه الحكومة الفاشلة التي لا تقوم بواجبها تجاه شعبها. ضرب حماري بذيله يمينا وشمالا وقال... هل تعلم أنهم قاموا بشراء سكن لذلك الرجل الذي وزع بناته وبهذا سوف يقوم بلمّ شمل عائلته من جديد؟ قلت... الحمد لله أن الشعب ما زال يتضامن مع بعضه البعض وإلا حلت الكارثة؟ قال... لكن هذا ليس هو الحل يجب لهذه المؤسسات أن تقوم بواجبها، كيف للدولة ألا تهتم بمواطن يشرد أبناءه بسبب الفقر؟ قلت... ربما لأنها تعرف أنها لن تستطيع فعل شيء لذلك لا تهتم؟ قال ناهقا... لماذا إذن ناس الخير وفي ظرف قياسي جدا فعلوا كل شيء؟ قلت... ربما لأن هؤلاء يفعلون هذا من قلوبهم وليسوا مرغمين على ذلك؟ قال.. الدولة مرغمة على شعبها؟ قلت... ما يحدث يدل بأن سياسة الإرغام هي التي تتكلم وإلا كيف نفسر زيادات الأسعار واللامبالاة التي تقابل بها الحكومة شعبها؟ قال... لا أدري ماذا أقول ولكن الحمد لله أن الرحمة ما تزال في قلوب الناس وإلا أكلنا بعضنا البعض من شدة اليأس والبؤس.