لا أدري لماذا كثر الحديث هذه الأيام على النفط ومشتقاته، لدرجة أن الخبراء قالوا بأن بترول الجزائر سينتهي خلال عشر سنوات، هذا ما دفع حماري الحشري الذي يهتم بالسياسة والاقتصاد والاجتماع وكل شيء للنهيق المتواصل الذي لم أفهم سببه. قلت.. هل استفزك الموضوع لدرجة أن نهيقك صار مزعجا؟ قال.. ليس مجرد استفزاز ولكنه خوف من مستقبل هذا البلد الذي تحول بفعل الكسل والحكومات غير الرشيدة إلى مستهلك من الدرجة الأولى وجلب أطماع الغير لقطرة البترول التي ستنشف في الصحراء. قلت.. هذا متوقع إذا كنا نركز فقط على البترول أكيد أنه سينتهي لا محال. قال.. عندما أراد بومدين أن ينجوا بالبلد بمخططات صناعية وزراعية قالوا بأن هذا الرجل يتفلسف ويريد أن يطبق النظريات المثالية علينا وهاهي الأمور تدور بشكل يبين أن الرجل كان عنده حق في كل ما قاله ولكن “الله لا تربح" الذي عملوا على كسر مشاريعه وأفكاره. قلت.. لماذا حصل ما حصل؟ قال.. قلت لك إن كل شيء مبرمج ومن مصلحة البعض أن تبقى البلاد تعيش التبعية الاقتصادية ولا تتحرر من الفكر الاسترخائي الذي جعل حاسي مسعود هي العكاز الوحيد الذي يسير عليه البلد. قلت.. لكن لهذه الدرجة الأمر خطير؟ ضرب الأرض بحافريه وقال.. ألم تسمع أويحيى في حملته الانتخابية يقول بأن النفط صار عدوا للبلاد؟ قلت.. نعم سمعته واندهشت لخطابه الذي يرمي بعيدا. قال.. كلهم يتكلمون ولكن ليس هناك من يفعل شيئا، لأن زمن الفعل فات، إذا ربيت شعبا على الكسل والتكسال ويأكل كل شيء دون أن يصنعه أو حتى يعرف من أي يستورد، هل تريد لمثل هذه العقلية من البشر أن تنتفض وتخرج من دائرتها؟ قلت.. لا أدري ولكن يجب أن يُدق ناقوس الخطر. قال ناهقا.. لا ناقوس ولا خطر لقد فات الوقت يا عزيزي وما علينا سوى إفراغ البئر مما يحويه وبعدها “نروحو نطلبوا".