تمعن حماري في الأخبار التي تقول إن اتهامات كثيرة تحوم حول سوناطراك بتلقيها رشاوى من شركات إيطالية مقابل الحصول على صفقات هامة، لبس نظارته الغليظة ثم نزعها وأعاد لبسها حتى ظننت أنه يقرأ روشيتة دواء غير مفهومة. قلت له ساخرا: يبدو أنك مصدوم مما تقرأ على الرغم من أن الأمر لا يستدعي ذلك، لأننا أصبحنا نعيش على وقع الفضائح الكثيرة. قال ناهقا: لكن أن يصل الأمر إلى سوناطراك فهذا غير مقبول تماما. قلت باندهاش: وهل ما حدث في زمان الخليفة كان مقبولا؟ قال: لم يكن مقبولا بالطبع، ولكن يا عزيزي سوناطراك تعني الخبزة. قلت ضاحكا: خبزة الجزائر ملعوب فيها منذ زمن وليس اليوم فقط. قال: وهل ستكون هناك محاسبة يا ترى؟ قلت: من يحاسب من يا حماري، هل تظن أن المسألة بهذه السهولة؟ قال ساخرا: لو كان الأمر يتعلق بنا لقطعوا رؤوسنا في محاكمة علنية. قلت: وحتى سوناطراك رفضت التعليق على الأمر على الرغم من الضجة التي أحدثها الخبر في مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في المقاهي والشوارع. قال مندهشا: وهل الشعب ما زال مهتما بهذه المواضيع؟ قلت: على حسب الردود والاهتمام مازالوا ينتبهون لما يحدث في مدينة البترول. قال ساخرا: ويبدو أن البرلمان أيضا سيتحرك حتى يسائل الحكومة على هذا الأمر. أطلقت قهقهة كبيرة جدا وقلت: البرلمان متفرغ لمثل هذه الأمور؟ قال: على ما يبدو أصبح متفرغا ومهتما بأمور الشعب. قلت: لكن هل ستأتي مساءلتهم بنتيجة؟ قال ناهقا: المساءلة ما تزال في المجال النظري ولم تدخل بعد حيز الواقع وأتحداك إن فعل النواب شيئا في هذا الأمر. قلت باستياء: أعرف أنهم لن يفعلوا ولكن دعنا نتأمل على الأقل.