بعد أن قرأ حماري خبرا يقول بأن الجزائر العاصمة تعتبر خامس أرخص عاصمة في العالم حسب ما أصدرته دراسة مؤشر تكلفة المعيشة بالعالم الذي أصدرته وحدة “أيكونومست أنتلجنس" الاقتصادية ضرب بذيله يمينا ويسارا وقال... قلت لك أن العيب فينا.. نحن الشعب ابن الكلب الذي نتهم الدولة والسلطة بأنها لم توفر لنا معيشة أفضل والتقارير كلها تصب في عكس ما ندعيه. قلت... فعلا ومن يجرؤ على تكذيب الأرقام؟ قال ناهقا... ترى كيف سيكون رد فعل الشعب على هذا الكلام؟ قلت... من يسكن في الولايات الداخلية سيبيع ممتلكاته ويلتحق بالعاصمة الرخيصة قال ساخرا... على الورق رخيصة. قلت... وهل يمكن أن تُكذّب التقرير وتقول العكس؟ قال... انزل للشارع واسأل من تشاء وسوف تلقى الإجابة الصادمة. قلت... لا أحتاج للنزول للشارع أنا أمامك وأعرف جيدا أن هذا الكلام للاستهلاك فقط. قال... إذن هناك من يتربص بنا يا عزيزي. قلت... ومن يا ترى هذا “الخلاط" الذي يريد أن يخلط من الخارج. قال ضاحكا... لا أظنه خلاطا لأنه يقول بأن الحياة رغيدة وسعيدة ولا غبار عليها. قلت.. لكنه ضمنيا يقول بأن الشعب كذاب. قال... وهذا الشعب الكذاب لا يحق له الاحتجاج أو الكلام. قلت... هذا التقرير يخدم السلطة يا حماري. قال... إذن هو تخلاط من الداخل. قلت... يا ليت كان التقرير صحيحا وكانت العاصمة رخيصة والمعيشة هنية. قال مقهقها... لكن للأسف دائما الواقع يختلف كل الاختلاف عن الحقيقة ومن قام بهذا التقرير عليه أن يعيد دراسة معطياته التي تبدو مغلوطة إلى حد بعيد، أما إذا كان له أهدافا سياسية “فنوكل عليه الله".