قلت لحماري التعيس الذي أصبح لا يرى شيئا جميلا في هذا الوطن.. أيها الحمار يبدو أن شلبية محجوبي وجماعتها من أصحاب ما يسمى “القطب الوطني" لم تعجبهم تصرفات الوزير الأول، الذي أقصاهم من المشاورة حول تعديل الدستور وهاهم ينددون بذلك. قال ناهقا.. وماذا بعد التنديد؟ قلت ساخرا.. ربما سيخرجون للشارع حتى يطالبوا بمبدأ المعاملة بالمثل، خاصة أن وزارة الداخلية “تستعرف" بوجودهم، ولكن سلال لا يعيرهم أي اهتمام ومشاوراته اقتصرت فقط على أحزاب البرلمان. قال.. الوزير الأول خرج “طاي طاي" وهو يدرك مثلهم أنهم لا يملكون أي دور في اللعبة السياسية، لذلك لم يشاورهم في الأمر. قلت.. والأحزاب الكبيرة تظن أنها تملك مكانة في اللعبة؟ أطلق حماري قهقهة كبيرة وقال..هذه الأحزاب التي تتكلم عنها هي اللعبة في حد ذاتها. قلت.. مادامت السلطة تعرف أن الأحزاب الأخرى مجرد ديكور، لماذا تبقيها إذن عبئا على الساحة؟ قال.. أين هذا العبء الذي تتكلم عنه أنت، ثم الديكور يحتاج إلى وجودهم، ولا تنسى أن السلطة لا تترك شيئا يمر سهوا، صحيح أنها لا تشاركهم الرأي في تعديل الدستور ولا تمنحهم مقاعد في البرلمان مثلما تمنحها لغيرهم، ولكن وجودها ضروري. قلت.. لم أفهم أين الضرورة؟ قال ساخرا.. عندما نقول أننا بلد ديمقراطي يجب أن نبرهن على ذلك بعدد الأحزاب التي تمارس السياسة عندنا، أليس كذلك؟ قلت مندهشا.. ليس بالضرورة أن نبرهن على الديمقراطية بعدد الأحزاب. قال وهو يضرب بحافريه الأرض.. ما تقوله أنت يدخل في العموم، أما ديمقراطية العالم الثالث تقتضي وجود شلبية محجوبي وأمثالها من السياسيين الذين يمارسون السياسة بالتقسيط وعند الحاجة فقط. قلت.. غريب عالم السياسة هذا؟ نهق نهيقا مخيفا وقال.. كل شي أصبح غريبا عندنا، ولو جاءت على السياسة فقط لهان الأمر.