قال حماري متسائلا.. لا أدري لماذا برز للساحة مصطلح قنبلة الجنوب وكأن دمارا شاملا سوف يحدث؟ قلت.. وهل عندك شك في ذلك؟ نهق نهيقا مخيفا وقال.. أريد أن يأخذ كل صاحب حق حقه ولكن ليس عن طريق تفجير القنابل يا عزيزي. قلت.. ولكن يبدو أن الحكومة لا تريد أن تفهم لغة الكلام والحوار وهي مُصرّة على التعسف في حق شعبها، وعندما تصل به المواصيل ويثور على وضعه تبدأ التحاليل السياسية التي تشكك في الأيادي الأجنبية وغيرها. قال ساخرا.. صحيح ما تقول ولكن التفكير في الأيادي الداخلية ربما أفضل من التفكير في الأيادي الأجنبية. قلت.. تقصد الخلاطين؟ قال.. لا أقصد شيئا، ولكن أنت تعرف أن الفساد الذي استفحل لم يأت صدفة وتعرف أيضا أن مال الشعب الذي ذهب في غير محله، يجعل السلطة تفقد مصداقيتها ويصير شعبها يشكك في كل شيء. قلت.. وكيف ستكون نهاية ما يحدث في الجنوب من احتجاج ورفض؟ قال.. لا أدري ولكن الأرجح هي سياسية “التبزاع" التي تمارسها الحكومة كلما اشتعلت النار في مكان ما، فتصير مثل الأطرش في الزفة، وعوض أن تعالج الأمور بجدية وموضوعية تخمد النيران ب«الصوارد" حتى تشتري الهدوء المؤقت. قلت.. دائما الترقيع هو باباها أطلق ضحكة ساخرة وقال.. نعم هذه هي معجزات الحكومات المتتالية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، ولا يمكن أبدا أن تتغير الممارسة المتوارثة لأنها قائمة على قواعد اللعبة المغلقة التي لا تموت. قلت.. حتى نموت نحن ربما؟ ضرب بذيله وقال.. مت إن شئت، ولكن لا تأمل في تغير الأوضاع لأنها تسير وفق قاعدة هنا يموت قاسي.