صرح الكاتب علاء الأسواني، على هامش تقديم روايته الجديدة “نادي السيارات" بالقاهرة، أن الأخيرة استغرقت كتابتها ستة سنوات كاملة من البحث في المعلومات التاريخية. ودافع الأسواني عن عمله بالقول إنه لا يهاجم مجموعة معينة من فئات الشعب المصري، إلا أن نصه يروي عبر شخصية “الكو" نموذج رجل متسلط ومتحكم في مصائر الناس، فيما يخضع وينصاع لشخص أجنبي بشكل تام. خاض الأسواني هذه المرة تجربة تاريخية مطلقة، بالعودة إلى تاريخ السيارات بمصر، والسنوات الأولى لظهورها في المجتمع المصري، الذي بدأ يكتشف هذه الالة وكل ما لحقها من تغييرات اجتماعية واقتصادية. لهذا ف “نادي السيارات" ليس مجرد سوق عادي تتبادل فيه السلع الوافدة، بل هو سوق ترتفع وتنخفض فيه قيمة الإنسان، عندما يقع تحت سلطة أصحاب المال والجاه. نظمت دار “الشروق" المصرية، حفلا خاصا لتقديم الرواية، ودعت للمناسبة الفنانين عزت العلايلي ويسرا لقراءة مقاطع من العمل، وهي البادرة الأولى من نوعها في مصر، استحسنها الروائي كثيرا، وعلق عليها بالقول إنها طريقة حديثة لقراءة الأدب، معمول بها في الدول المتقدمة. رحلته مع الرواية، قال إنها استغرقت ست سنوات من البحث والكتابة، لكي يتحقق من كل الوقائع التاريخية التي تتماس معها أحداث الرواية، لكي لا تتصادم مع التاريخ الحقيقي. ورغم اشتغاله على التاريخ إلا أنه يرى “أن الأدب لا يمكن أن يؤرخ"، وأنه “لا بد وأن نفرق بين الخيال والرأي الشخصي أو التوثيق والرصد"، قائلا إن الرواية كلها “خيال"، لكن هذا لا يمنع أنه يجب احترام الحقائق التاريخية. في معرض إجابته عن أسئلة الجمهور، قال الأسواني إن المكان في نصه هو بطل في حد ذاته، مفسرا ذلك بالاتجاه العالمي في الكتابة الذي بات معروفا ومرسخا، كما سأله آخر حول ورود الشخصيات النوبية بصورة سلبية في رواياته وهل هو مقصود، فأجاب الأسواني أن “هذا خيال ولا يشير بالضرورة إلى انطباعه حول فئة بعينها من الناس"، متحدثا في السياق ذاته، عن مجموع أبطال الرواية، من أبرزهم ‘'الكو'' وهو بطل الرواية الذي يمثل التسلط والانصياع في الوقت نفسه، فهو متسلط ومتحكم في مصائر الخدم، أما الملك وأي شخص أجنبي فهو منصاع له تماما. جدير بالذكر، أن “نادي السيارات" سيتم ترجمتها ل 34 لغة خلال أشهر قليلة، حسب تصريح، ابراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق للنشر، ولفت الحضور إلى أن “الأسواني" حاصل على 18 جائزة عالمية، منها جائزة واحدة عربية، بينما لم يحصل على جائزة مصرية واحدة.