ووري، بعد ظهر أمس، جثمان الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة الراحل علي كافي، الثرى بمربع الشهداء في مقبرة العالية بالعاصمة، حيث دفن جثمان الرئيس علي كافي قرب قبر الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وغير بعيد عن قبر أول رئيس للجزائر المستقلة، أحمد بن بلة الذي وافته المنية منذ عام تقريبا. وشهدت مراسيم دفن الراحل علي كافي حضور كبار مسؤولي الدولة، المدنيين منهم والعسكريين، يتقدمهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. كما جرت مراسيم الدفن وسط حضور إعلامي كبير. وبدأ توافد بعض الشخصيات الحكومية والوطنية منذ صبيحة أمس، وقبل ساعات كاملة من بدء مراسيم الدفن، وهو ما ينطبق على وزير السكن والعمران عبد المجيد تبون، الذي قدم إلى المقبرة في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، بالتزامن مع حضور العديد من أعضاء الأسرة الثورية ورفقاء المرحوم في السلاح أثناء الثورة التحريرية الكبرى. كما لوحظ، قبل حوالي ساعة من بدء مراسيم الدفن، في حدود الساعة الثانية ونصف زوالا، حضور لافت بمربع الشهداء لكل من رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى، الذي كان يتبادل أطراف الحديث مع زير الداخلية والجماعات المحلية الأسبق نورالدين يزيد زرهوني، وغير بعيد عن المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني الهامل، الذي كان يقف قرب عدد من كبار ضباط الشرطة، الذين سجلوا حضورهم في هذه الجنازة، مثلما سجل حضور عدد من كبار الضباط في الجيش الوطني الشعبي. وصول جثمان الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة كان على وقع إيقاع عسكري، حيث كان عدد من العسكريين يحملون على أكتافهم جثمان علي كافي الذي كان مسجى بالعلم الوطني. وما هي إلا لحظات حتى ألقى وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، كلمة عدد فيها خصال الراحل، فيما كان الرئيس بوتفليقة يقف في مقدمة المشيعين بجانب كبار مسؤولي الدولة.. رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أحمد ڤايد صالح، رئيس البرلمان العربي ولد خليفة، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ورئيس الحكومة عبد المالك سلال، فضلا عن أفراد عائلة الراحل علي كافي، ورئيسي الحكومة السابقين بلعيد عبد السلام ورضا مالك، على خلاف علي بن فليس اللذي كان يقف بعضة أمتار خلف هؤلاء المسؤولين الحاليين منهم أوالسابقين. وأكد وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، خلال كلمته التي ألقاها في هذه الجنازة، والتي شهدت أيضا حضور أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في بلادنا، أن الراحل علي كافي كان على صعيد الكفاح مثالا للصبر والأمانة وتقدير المسؤولية، واصفا إياه أيضا بالدبلوماسي المحنك، على اعتبار أن المرحوم علي كافي الذي كان عقيدا في جيش التحرير الوطني، كان أيضا سفيرا للجزائر في عدة دول، لاسيما العربية منها بعد سنوات من الاستقلال. من جانب أخر أكد عمر رمضان، الرئيس الشرفي لمنتدى رؤساء المؤسسات، ل«الجزائر نيوز"، أن ما يتذكره من مسار الراحل علي كافي هو أنه كان “مجاهدا تاريخيا وقائد ولاية تاريخية أيضا، وبعد أن منحت له المسؤولية، بعد اغتيال الرئيس الراحل بوضياف، لم يتردد عن قبولها وتحملها رغم الظروف الأمنية الصعبة التي كانت تمر بها الجزائر في ذلك الوقت في التسعينيات". كما أكد وزير الأشغال العمومية، عمار غول، أنه كان “رجلا تاريخيا ووطنيا"، مشيرا إلى كونه واحدا من العشر شخصيات التي قامت “بتصميم الثورة الجزائرية الكبرى". كما أكد الوزير عمار غول “أن علي كافي الذي عرف “بالشهامة والتواضع قاد الجزائر وتولى مسؤوليات “في أحلك الأوقات التي عرفتها الجزائر" . للإشارة فإن هذه الجنازة عرفت حضور شخصيات بارزة أخرى في المشهدين الداخلي والخارجي، على غرار وزير الدفاع الأسبق خالد نزار، وكذا الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، فضلا عن حضور عدد من الوزراء ورؤساء الأحزاب وولاة الجمهورية.