ووري، عشية أمس الإثنين، جثمان الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد بمقبرة العالية، وجرت مراسيم التشييع في جو مهيب وبحضور الرئيس بوتفليقة وكبار مسؤولي الدولة وأعضاء الحكومة فضلا عن أفراد من عائلة الفقيد وشخصيات وطنية وتاريخية. ووصل جثمان الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد إلى مربع الشهداء بمقبرة العالية في حدود الساعة الثالثة مساءا على إيقاع عسكري، وبعدها بلحظات وصل الرئيس بوتفليقة وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح ووزير المجاهدين محمد شريف عباس الذي ألقى الكلمة التأبينية في مراسيم تشييع جثمان الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد. وخلال الكلمة التأبينية التي ألقاها وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، عرج هذا الأخير على نضال الفقيد وخصاله الإنسانية وكذا دوره البارز في الحدود الشرقية أثناء مرحلة التحرير، كما تحدث وزير المجاهدين أيضا عن دور الرئيس الراحل في بناء وتشييد الدولة الجزائرية قائلا أن قلبا كبيرا قد توقف بموت المرحوم الشاذلي بن جديد. وشهدت مراسيم التشييع حضور أفراد عائلة الرئيس الراحل، حيث تسلم أحدهم العلم الوطني الذي كان موضوعا على النعش من يدي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وبعدها مباشرة وفي حدود الساعة الثالثة والعشرين دقيقة تم الشروع في مواراة المرحوم الشاذلي بن جديد الثرى على أيدي عناصر من الحماية المدنية وحينها ظهرت علامات التأثر على الرئيس بوتفليقة والرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح فضلا عن كبار مسؤولي الدولة الآخرين على غرار رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة الذي كان يقف مباشرة خلف الرئيس بوتفليقة بجانب الفريق أحمد قايد صالح.. كما ظهرت نفس علامات التأثر على ملامح الوزير الأول عبد المالك سلال وكذا أفراد عائلة المرحوم الشاذلي ولا سيما أحد أبنائه الذي لم يتمالك دموعه من شدة الحزن على وفاة ثالث رئيس حكم الجزائر. وقبل ذلك بحوالي نصف ساعة كان المكان قد غص بعدد من كبار ضباط الجيش الوطني الشعبي وأعضاء الحكومة وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في بلادنا، ولوحظ أيضا تواجد ممثلين عن المملكة المغربية بمربع الشهداء مرتدين الزي التقليدي المغربي.. غير بعيد عن المكان الذي كان يقف فيه الرئيس بوتفليقة والفريق قايد صالح وكبار مسؤولي الدولة على غرار رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح الذي وصل إلى مربع الشهداء بمقبرة العالية قبل وصول الجثمان بفترة وفي وقت متزامن تقريبا مع وصول وزير الخارجية مراد مدلسي. كما حضر الجنازة أيضا اللواء المتقاعد وعضو المجلس الأعلى للدولة سابقا خالد نزار وكذا وزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي الذي قبل هذه المرة التحدث إلى الصحفيين، حيث أشاد بخصال الفقيد كإنسان وكقائد أيضا وذلك بعدما رفض، أول أمس، بقصر الشعب الإدلاء بأي تصريح صحفي. وحضر جنازة المرحوم الشاذلي أيضا العميد المتقاعد محمد عطايلية ورؤساء عدة أحزاب من بينهم رئيس حركة حمس أبو جرة سلطاني الذي أكد للصحفيين أن أهم إنجاز قام به الرئيس المرحوم هو تحويل الجزائر من الأحادية إلى التعددية قبل أن يضيف بأن الرئيس الراحل تم ظلمه كثيرا. واعتبر رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس - الذي حضر الجنازة أيضا - أن المرحوم الشاذلي خدم الجزائر خلال مرحلتي التحرير والبناء، وقد كان بن فليس يتحدث للصحفيين قبل فترة وجيزة من بدء مراسيم الدفن بمربع الشهداء بمقبرة العالية خلال الجنازة التي حضرتها أيضا شخصيات معروفة أخرى مثل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو والسفير السابق للجزائر بالقاهرة والباحث مصطفى شريف ورئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي زيادة على وزراء سابقين وعدد من ولاة الجمهورية وأعضاء الأسرة الثورية عموما وعدد من الذين عملوا تحت إمرة الرئيس الراحل عندما كان في المؤسسة العسكرية. للإشارة، فقد قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتعزية أفراد عائلة المرحوم الشاذلي بن جديد مع نهاية الجنازة التي حضرها أيضا الشيخ جوعان بن أحمد أل ثاني نجل أمير قطر ووزيرا الشؤون الخارجية التونسي والمغربي فضلا عن وزيري الشؤون الدينية بكل من موريتانيا وجمهورية مصر العربية.