- مواجهات تخلف إصابات وإغماءات بين الأنصار - آلاف الأنصار اشتروا التذاكر وحرموا من دخول الملعب كما كان متوقعا، استقطب لقاء نهائي كأس الجمهورية بين المولودية والاتحاد جماهير غفيرة جاءت لحضور هذا الموعد الهام الذي يجمع بين تشكيلتين تحوزان على الآلاف من المناصرين. عندما وصلنا إلى محيط ملعب 5 جويلية في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف، وجدنا مدرجات الملعب قد امتلأت عن آخرها، في الوقت الذي بقيت جموع غفيرة من المناصرين خارج الملعب في محاولة منها للدخول لكن دون جدوى، إذ أن آخر المعلومات التي استقيناها من بعض رجال الشرطة والمواطنين أفادت بأن أبواب الملعب قد أغلقت في وجه المناصرين في حدود الساعة التاسعة والنصف، وهو ما يعني أن مشجعي الفريقين الذين التحقوا بالملعب متأخرين لم يتمكنوا من الدخول رغم حيازتهم على التذاكر. وفي الوقت الذي اجتهدت فيه قوات الأمن المنتشرة داخل الملعب وخارجه بكثافة لمنع المناصرين من المكوث أمام الأبواب الموصدة في وجوههم، أصر الكثير على الدخول، الأمر الذي نتجت عنه مواجهات عنيفة استعملت فيها الحجارة من طرف الأنصار الذين وجدوا أنفسهم أمام الأمر الواقع، ولم تنفع صيحات بعضهم ممن يحملون في أياديهم تذاكر الدخول، حيث قوبلوا برفض من قوات الأمن، فيما حاول العديد من الجماهير خاصة الشباب منهم اقتحام أبواب الملعب وأسواره، الأمر الذي زاد في الفوضى التي طبعت الأجواء قبل اللقاء. وقد دفعنا فضولنا الصحفي إلى الاستفسار عن أسباب الفوضى التي عمّت محيط الملعب، إذ كانت إجابة أحد أعوان الشرطة واضحة ودقيقة: “لقد تم غلق أبواب الملعب في حدود العاشرة صباحا تقريبا، وقد كنا نحن بعين المكان على الساعة الخامسة صباحا، حيث كانت مجموعات الأنصار قد وصلت إلى محيط الملعب". هكذا وصف هذا الشرطي الظروف التي ميزت صبيحة اللقاء، وهناك من أكد لنا كذلك بأن هناك العديد من الأنصار قضوا ليلتهم أمام الملعب، وعندما فتحت الأبواب في حدود الساعة الثامنة والنصف كانت أعداد المناصرين قد وصلت جلها، وما هي إلا ساعتين تقريبا حتى امتلأت المدرجات وتم غلق الأبواب. لتبدأ عمليات الكر والفر بين الأنصار والشرطة التي حاولت تفريق الأنصار الذين بقوا خارج الملعب، إلا أن مهمتهم لم تكن سهلة على الاطلاق، حيث دخلوا في مواجهات عنيفة أصيب خلالها بعض الانصار بإغماءات نتيجة التدافع الكبير، فيما نجحت مجموعة منهم في الدخول إلى الملعب بعد أن كسرت بعض أبواب الملعب، قبل أن تتدخل الشرطة وتعيد الأمور إلى نصابها. كما شهدت عملية اقتحام الأنصار للملعب بقوة لجوء البعض إلى القفز على أسوار الملعب في محاولة للدخول، غير أن تواجد قوات الأمن حال دون ذلك. أمام الفوضى العارمة التي شهدها محيط الملعب، فقد وجد رجال الاعلام والمصورون صعوبة كبيرة في الدخول إلى الملعب، طالما وأن الممر المخصص لهم قبالة ملعب ألعاب القوى بالمركب الأول شهد تواجدا مكثفا للأنصار الذين التفوا حول الباب المخصص للصحافة، في محاولة منهم الاقتحام بالقوة لأنه المنفذ الوحيد الذي بقي على مستوى أبواب الملعب، في الوقت الذي نجحت فيه قوات الأمن في تفريق المناصرين وإبعادهم تماما عن كل الأبواب التي اغلقت على الساعة التاسعة والنصف تقريبا، ورغم أن رجال الاعلام يحملون في أيديهم بطاقة العمل والتكليف بالمهمة وتتواجد أسماؤهم على مستوى القائمين على الاعلام بالممر المذكور، إلا أنهم عجزوا عن الوصول إلى الباب المخصص لهم نتيجة التواجد الكثيف للجماهير وانشغال رجال الشرطة بمطاردتها، والنتيجة كانت أن بقي بعض الاعلاميين الذين وصلوا متأخرين في حدود الحادية عشر لساعات طويلة ينتظرون ساعة الفرج حتى يتمكنوا من الوصول إلى المنصة المخصصة لهم، ورغم أنهم تمكنوا في الأخير من إنهاء معاناتهم إلا أن ذلك لم يمنع العديد منهم من إبداء سخطهم على التنظيم الذي ميز نهائي هذا الموسم، حسب ما جاء على لسان أحدهم: “لقد حضرت العديد من النهائيات ولم يسبق لي أن عشت هذه الفوضى، حيث وجدت رفقة بعض زملائي صعوبات كبيرة في تأدية مهمتي نتيجة سوء التنظيم وعدم تحكم مسيري الملعب في الأوضاع". وعندما كنا نتأهب لمغادرة الأجواء غير العادية التي عرفها ملعب 5 جويلية، صبيحة أمس، كانت الساعة قد أشارت إلى حدود منتصف النهار والنصف، والتي تزامنت مع بداية عودة الأنصار الذين لم يتمكنوا من دخول الملعب بعد أن تيقنوا بأن المهمة باتت مستحيلة، حسب ما صرح لنا به أحد هؤلاء المناصرين الذين عادوا خائبين، “لقد كنت أود متابعة اللقاء من المدرجات، لكنني لم أستطع والأفضل لي العودة إلى منزلي ومشاهدة النهائي عبر التلفزيون".