شكلت الدقائق السبعة لكليب الفنانة وردة الجزائرية، الذي قدمه المخرج الشاب مؤنس خمار، صبيحة أمس، بقاعة الموقار، رحلة شاعرية في عوالم أميرة الطرب الراحلة، التي عادت ألى جمهورها بأغنية “أيام" تدعوهم إلى حياة أكثر مصالحة وحب. بحضور المؤلف يوسف بوعساف والملحن بلال زين، وابنها رياض الذي أكد للحضور أنه لن يكون لوالدته مذكرات أو مسلسلات خاصة بسيرتها. العرض العالمي الذي احتضنته قاعة الموقار أمس السبت، أمام الصحافة الوطنية والجمهور العريض، شكل بالنسبة لرياض قصري، “الهدية التي يمكن أن تقدمها الفنانة وردة لجمهورها الجزائري الذي طالما ظل وفيا لها ومتابعا لمسيرتها الطويلة والغنية"، فيما اعتبر الملحن اللبناني بلال زين، هذا العمل جسرا “أرجع وردة إلى البلد الذي غابت عنه طويلا، وبالنسبة لي هو أيضا عودة إلى الأرض التي عزفت فيها أولى نوتة موسيقية في حياتي". من جهته، استهل كاتب الكلمات يوسف بوعساف، مداخلته بالقول: “أن تغني وردة الجزائرية باللهجة اللبنانية يعطينا كل الفخر والاعتزاز". إذ جاءت الأغنية في لهجة لبنانية سلسلة وسهلة، أدتها الراحلة بصوت واثق ومستقر، وكأنها في عز أيامها الوردية، ولن يظهر على صوت وردة فتوكي أي اهتزاز أو توتر، يبين عن تدهور في وضعها الصحي. إذ واكب اللحن طبقتها الصوتية ونفسية الأغنية في حد ذاتها، وهي التي تتحدث عن استرجاع المرء لمسار حياته، والتوقف عند المحطات التي اضطر فيها إلى الغضب والانعزال ومقاطعة الآخرين بل أقرب الناس إليهم. فظهر جليا أن النص عاطفي من نوع خاص، فهو ينطبق على قصة غرامية بين رجل وامرأة، كما يصلح أن يحكي علاقة متوترة بين أم وابنتها، أو بين صديقين فرقتهما نوائب الدهر. أغنية بوعساف، وكأنها نطقت بلسان وردة، اختصرت حنينها لماضيها. وقد أوضح رياض المسألة بالقول: “الكليب برمته هو مجموعة خيارات وافقت عليها السيدة وردة من كلمات الأغنية إلى العنوان إلى الرسومات الأولية للكليب". في انتظار أن يشرع المنتج المنفذ “سفينة للإنتاج"، في بث العمل عبر القنوات الوطنية، أكد رياض قصري، أن قناة “الجزائرية" الخاصة، حظيت بالعرض العالمي الحصري للكليب، على أن يكون العمل متوفرا في قنوات عربية لبنانية ومصرية ابتداء من اليوم الأحد 12 ماي 2013، دون أن يحدد هوية تلك القنوات ولا الصيغة التي سيتعامل بها معها، خاصة وأنه أعلن أن بث الكليب سيتم عرضه على شبكة الأنترنت في الوقت نفسه مع القنوات التلفزيونية. قال مؤنس خمار، من جهته، إنه عمل “بتقنية أوتوسكوبي وهي تقنية تحريك واقعية جدا، تعطي الحياة للرسم ولا تجعل منه كارتون"، في إشارة منه إلى تمثيل حضور وردة في الكليب في شكل رسم متحرك، بعد أن غيبها الموت في ال 17 ماي 2012، ويضيف: “اضطررنا للعمل بهذه التقنية لتعويض الفراغ الكبير الذي خلفه رحيل السيدة وردة، بعد أن كان من المفروض أن تبدأ في تصوير المشاهد الخاصة بها في 1 جوان 2012". عزف مؤنس على وتر المشاعر الجياشة النابعة من شخوصه، مثل عيدة كشود، سيد احمد بن عيسى، حسان كشاش، مليكة بلباي، عزيز بوكروني، صوفيا كوينان، وقد وفق إلى حد بعيد في اختيار بروفيل كل واحد منهم، ما أعطى العمل بعدا سينمائيا، مختلف جدا عن أنماط الفيديو كليب المعهود في القنوات العربية، وهو ما عبر عنه بوعساف وزين، المتعودان على الطريقة اللبنانية في التعامل مع الأغاني. إغتنم رياض قصري نجل الراحلة وردة، فرصة العرض الصحفي ليعلن عن إمكانية وجود مشاريع مماثلة تخص أغاني والدته: “هناك مشاريع أخرى تخص أغاني وردة سنعلن عنها في الوقت المناسب، أما اليوم فقدمنا لكم عملا استغرق العمل عليه 4 سنوات، فهو بمثابة هدية وردة لجمهورها"، كما أوضح بخصوص مذكراتها بالقول: “لا يوجد مشروع مذكرات ولا مسلسلات، أنا وأختي وداد ضد ذلك، ورصيد وردة موجود في أغانيها وفنها، ولا أعلم لماذا يدعي البعض امتلاكه أسرار عنها، وأتساءل لماذا لم يتحدث عنها أيام وجودها بيننا". رياض أكد للصحافة، أنه ووردة الجزائرية اقتنعا بمستوى مؤنس خمار، بعد مشاهدة فيلمه القصير “العابر الأخير": “اندهشت لقدرة مؤنس على اختصار الأشياء، وقلت في نفسي إن من يقدر على قول كل تلك المشاعر دون استعمال الكلام، قادر على ترجمة أحاسيس والدتي.. وقد أقنعتها بعد مشاهدتها الفيلم، بجدارة المخرج الجزائري الشاب، الذي أثبت لها لاحقا عن طريق الرسومات الأولية، قدرته على اختصار الأغنية في عمل أردناه أقرب إلى السينما منه ألى مجرد كليب غنائي".