ضمن اللقاءات الأدبية الموسومة ب"ثلاثة أيام للتاريخ" في إطار فعاليات الطبعة السادسة من المهرجان الدولي للكتاب وأدب الشباب، احتضنت قاعة المحاضرات بساحة رياض الفتح، لقاء أدبيا مع مجموعة من الشبان يكتبون باللغتين العربية والفرنسية، تحدثوا خلاله عن تجربتهم ومرجعياتهم الثقافية والفكرية. اللقاء الذي انطلق في حدود السادسة مساء، نشطه كل من ياسين تملالي وحميد عبد القادر، استضاف أربعة كتاب هم الروائي يامن مناي من تونس، وآنيا مريماش وهاجر قويدري وكمال قرور من الجزائر، أين تطرق يامن مناي، في حديثه إلى مسألة الخلق الابداعي في المناخ الواحد، وقال إنه قد بدأ الكتابة باللغة العربية التي يعتبرها أكثر من رائعة وتستطيع حمل المشاعر والرؤية إلى القارىء في قالب فني جميل، لينتقل بعد ذلك إلى الكتابة بالفرنسية، وهنا تحدث عن الأعمال الجزائرية باللغة الفرنسية التي اعتبرها عنصرا فاعلا في انتشار الكاتب الجزائري ووصوله إلى الآخر، ولكنه أشار أيضا إلى الجانب السلبي في الموضوع وهو خسارة الكاتب الجزائري الذي يختار اللغة الفرنسية لنسبة هامة من الجمهور الجزائري الذي يفضل القراءة باللغة العربية. وعبر عن تأثره بأدب جبران وكتابات توفيق الحكيم التي قال إنها لعبت دورا كبيرا في صقل موهبته في الكتابة. أما أصغر روائية جزائرية، وهي آنيا مريماش، صاحبة "ألكسندر.. السقوط في الجحيم" باللغة الفرنسية، فتحدثت عن تجربتها واعتبرت أن "ويكيبيديا" هو ملهمها الأساسي في أعمالها الأدبية. كما تحدث الروائي كمال قرور، صاحب رواية سيد الخراب الصادرة عن دار فيسيرا سنة 2010، والتي سبقتها روايته "ألتراس.. الفارس الذي اختفى"، عن دور الأسطورة وكيف وظفها واستلهم منها مستندا إلى التراث والتاريخ أرضية لكتاباته، وأكد على انتمائه لموجة من الكتاب لا تؤمن بالتكرار بل تسعى لتجاوزه والانتقال إلى المواقع السحرية كون القارىء العربي يهتم باللغة السحرية. أما الروائية هاجر قويدري، صاحبة رواية "نورس باشا"، الحائزة على جائزة الطيب صالح للرواية بالسودان، فقد تحدثت عن دور الجوائز الثقافية، حيث أكدت أنها ليست غاية في حد ذاتها بقدر ما هي رافد إضافي يقدم مساحة أكبر للمبدع ليتواجد إعلاميا، وإن كانت لا تنكر ما يقدمه الفوز بجائزة ما من دعم معنوي للمواصلة والاستمرار. كما أشارت إلى غياب دور نشر تعمل على تسويق أعمال الكتاب بالشكل المناسب، ما يضمن حضورهم بما يتناسب وقيمة أعمالهم.