كشف جيلالي حر، رئيس جمعية "جيل قناوة" ل "الجزائر نيوز"، أن فريق جمعيته على استعداد تام للتحضير للحفل الكبير لعيد الفول، الذي تنظمه الجمعية كل عام، حيث ستسجل مشاركة العديد من الفرق المؤدية للطابع القناوي المعروفة على الساحة الفنية الجزائرية، وستشارك فرق من الولايات المجاورة على غرار ولاية سعيدة، نعامة، وهران، عين تيموشنت، بشار ومعسكر، وستعرف ولاية سيدي بلعباس خلال إحياء هذه التظاهرة حركة ثقافية غير عادية، حيث ستعيش كل الأحياء الشعبية أجواء العرس القناوي المفعم برائحة التراث الإفريقي وستدوم التظاهرة طيلة أسبوع كامل. من المنتظر أن تحيي جمعية "جيل قناوة" من سيدي بلعباس، حفلا فنيا لمدة أسبوع بمناسبة عيد الفول وذلك تبركا بغلة الموسم الجديد، إلى جانب الحافظ على التراث والتقاليد المتعارف عليها عند أهل القناوة، الذين توارثوا طقوسها عن الأجداد، حيث ستتكلف الجمعية بذبح العديد من رؤوس المواشي لتتصدق بها على فقراء الولاية، كما ستنشط الجمعية حفلا قناويا كبيرا بمقرها "المحلة" المتواجد بحي قمبيطة العتيق وذلك من خلال استقبالها للعديد من الجمعيات والفرق الموسيقية التي تؤدي طابع القناوي، ومن بين الفرق التي ستكون في واجهة الحفل نجد كل من فرقة ديوان بشار وقرقابو من البيض وفرقة القناوي لعين الصفراء وكذا من عين تموشنت وغليزان. وحسب ما أكده جيلالي حر، ل "الجزائر نيوز"، فإن التظاهرة الثقافية ستنشط بطريقة منظمة ومحكمة، حيث ستقدم كل الراحة المعنوية للمشاركين وذلك للإبداع بموسيقى القرقابو بتقديم الأفضل للمتلقي الذي ينتظر بدوره حفل عيد الفول بفارغ الصبر، فمثلا حفل الافتتاح ستنشطه جمعية قناوة إلى جانب فرق أخرى من سيدي بلعباس، حيث ستقدم للحضور لوحة فلكلورية ستتفنن في وصلاتها كل من آلتي القمبري والقرقابو، ناهيك عن رائحة البخور التي ستلهم أهل القناوة في استحضار طقوس الديوان إلى جانب ذلك سيكون للفرق المشاركة بصمة خاصة خلال التظاهرة. وأضاف المتحدث ل "الجزائر نيوز"، أن هدف التظاهرة الثقافية إحياء التراث والعمل على ترسيخه في ذاكرة الأجيال إلى جانب تحقيق جسر التواصل مع فرق القناوي عبر قطر التراب الجزائري، كما أن البعض من فرق القناوي أضحت تعتمد على طرق أكاديمية عالية المستوى للحفاظ على هذا التراث العريق. وفي السياق ذاته، أضاف رئيس الجمعية، أن "جيل قناوة" رغم محدودية إمكانياتها إلا أنها تنشط في جميع الأحياء الشعبية بسيدي بلعباس جراء تقديم حفلات ذات طقوس روحانية رائعة، إلى جانب أنها تعمد إلى تسجيل حضورها في المشاركات الوطنية والدولية. أما عن جديد الجمعية، فقد أصدرت، مؤخرا، كتابا بعنوان "العقد التائه" للمرحوم بوعلام الحر الرئيس الأسبق للجمعية ويتناول الإصدار تاريخ القناوي بمدينة سيدي بلعباس والظروف التي مرّ بها، كما سلط الضوء على الأجيال التي أفنت عمرها في خدمة فن القناوي إلى أن وصلت إلى الجيل السادس.